الشهيد: زدور محمد ابراهيم القاسم المهاجي

الشهداء يعودون 

بمناسبة ذكرى 19 ماي اليوم الوطني الطالب، نتشرف بتقديم نبذة عن الشهيد: 

زدور محمد ابراهيم القاسم المهاجي .

اول طالب شهيد في بداية الثورة التحريرية 


 زدور ابراهيم القاسم المهاجي : رمز من رموز الجزائر سجل اسمه بحروف من ذهب في سجل الخالدين، شخصية سياسية محنكة ومثقفة، حافظ لكتاب الله، صحفي وشاعر وطالب مناضل، متشبع بالأفكار التحررية والثقافة العربية الاسلامية، وهو محرر بيان اول نوفمبر باللغة العربية، ترعرع وسط عائلة عريقة النسب معروفة بالعلم والورع، ابن الشيخ الطيب المهاجي - احد ابرز علماء الجزائر-.

 ولد الشهيد بتاريخ 1923/02/02 بوهران، أصله من معسكر وبالضبط من بلدية القعدة، دائرة زهانة، حفظ القران الكريم وعمره لم يتجاوز التسع سنوات، تميز بالذكاء وسرعة الحفظ والفهم الثاقب والنباهة فكان انجب أقرانه، وببلوغه سن الخامسة عشر كلفه والده بإمامة المصلين في صلاة التراويح.

والده الشيخ الطيب المهاجي من الاعضاء المؤسسين لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، تشبع الفتى بأفكار الاتجاه الاصلاحي وميله الى الاتجاه الاستقلالي، وشارك زدور القاسم في مظاهرات 01 ماي 1945 وعمره 22 ربيعا، واهتم بتعلم اللغة الالمانية وتتبع التطورات السياسية والاخبار الدولية من خلال قراءة الصحف، تعرض ابراهيم القاسم بعد المظاهرات للاعتقال والسجن بوهران من قبل السلطات الاستعمارية رفقة مناضلين من وهران وسعيدة وغيرها وسجن لمدة 09 اشهر بتهمة المساس بأمن الدولة الفرنسية، وبعد اطلاق سراحه فضل الهجرة الى تونس لمواصلة تعليمه بالجامع الكبير الزيتونة.

هناك اصبح عضوا في جمعية الطلبة الجزائريين بتونس في نوفمبر 1947 رفقة صديقه مولود قاسم نايت بلقاسم. وبمضي ثلاث سنوات بتونس تحصل زدور ابراهيم القاسم المهاجي على شهادة التحصيل الاهلية التي تعادل شهادة البكالوريا والتي اهلته لمزاولة دراسته ونشاطاته بالقاهرة في جوان 1949.

التحق بالقاهرة لاتمام دراسته الجامعية التي دامت اربع سنوات تحصل في نهايتها على شهادة الليسانس في اللغة العربية وآدابها من كلية دار العلوم بمصر، وأتقن خمس لغات في جوان 1953 .

ساهمت علاقاته الوطيدة في تسهيل مهمة القادة المناضلين الجزائريين كمحمد خيضر وحسين ايت احمد واحمد بن بلة، بعد مجيئهم الى القاهرة ابتداء من سنة 1952، كما كان يقوم بالترجمة لهم وكتابة المراسلات والمقالات الى جانب المهمة الاكبر الممثلة في تعريف رجال السياسة المصريين بالقضية الجزائرية، ومهمة التنسيق والربط بين القيادة في الجزائر والقاهرة وفرنسا

بعد نهاية دراسته وقيامه بتنفيذ مهمات كبرى اوكلت اليه مهمة في اطار مكتب المغرب العربي، عاد زدور ابراهيم الى الجزائر سنة 1954 بالطريق البري رفقة أحد الامريكيين بسيارته الخاصة حاملا معه كمية كبيرة من كتب علم الاجتماع والعلوم الطبيعية باللغات الثلاث العربية والانجليزية والفرنسية ومجموعة من الوثائق الهامة مخبئة داخل جهاز راديو.


بعد عودته الى الجزائر في جويلية 1954 لمواصلة نشاطاته السياسية السرية، كثف من تنقلاته وتكثفت مع ذلك رقابة السلطات الاستعمارية له، وباندلاع ثورة اول نوفمبر 1954 التي اربكت السلطات الاستعمارية، باشرت هذه الاخيرة حملة من الاعتقالات وتمكنت الشرطة الاستعمارية من جمع المعلومات عنه وأيقنت انه احد أهم المناضلين السياسيين لذلك تم استدعاؤه للاستجواب يوم 02 نوفمبر 1954 من طرف ادارة حماية الاقليم DST وتواصلت الاستجوابات لمرتين او ثلاث، وبتاريخ 06 نوفمبر 1954 سارعت الشرطة الاستعمارية الى اعتقاله واستنطاقه بدار المالية سابقا بوهران للحصول على المعلومات حول نشاطه داخل الجزائر ومعلومات اخرى عن القيادة بالقاهرة.

وبعد مضي أربعة ايام على اعتقاله توجه والده الشيخ الطيب المهاجي رفقة ابنه محمد الى مركز الشرطة للاستفسار عن ولده ابراهيم فقيل له أنه تم تحويله الى العاصمة، فسافر الى العاصمة واتصل بمقر الامن العام وهناك نفوا وجود ابنه لديهم ووجهوه للاتصال بمقر ادارة حماية الاقليم ببوزريعة وهناك اخبروه عن فرار ابنه من السجن.

ومن خلال ما ذكرته جريدة صدى الجزائر فان ابراهيم تعرض للتعذيب الوحشي على يد DST بوهران قبل نقله الى العاصمة وهو في حالة ميؤس منها، وباشر محافظ شرطة ادارة حماية الاقليم المسمى Longchamp باستنطاقه الى ان لفظ أنفاسه بين يديه، حينها قامت مصالح DST بوضع جثمانه في كيس محكم الاقفال وربط معه 70 كلغ من الرصاص ورميه في عرض البحر على بعد 40 كلم من ساحل الجزائر العاصمة.

ولاخفاء الجريمة تم اصدار الحكم في حقه بالسجن لمدة 05 سنوات والنفي لمدة 05 سنوات أيضا وغرامة مالية قدرت بـ100 ألف فرنك وارسل الاستدعاء الى منزل والده لتبرير فراره من السجن.

وبعد 03 أسابيع من الحادثة وجدت الجثة عند مصب واد الحميز يوم 30 نوفمبر 1954 ونشرت جريدة Le Journal d'Alger حادثة اكتشاف جثة مكبلة بين برج الكيفان وشاطئ الجزائر، وذكرت ان الجثة لرجل طوله 1.65م شعره اسود وراحة يد عريضة لا تبين اصابعها ان صاحبها مارس نشاطا يدويا وأن احد رجلي صاحب الجثة تآكلت كليا، وتكفل بتشريح الجثة الدكتور Godard الذي ذكر ان طريقة الاعدام كانت بالغمر في الماء، واحتمال رميها من قارب او باخرة.

على اثر ذلك كلف محافظ الشرطة Tomi بالتحقيق في القضية رفقة الطبيب المشرح للجثة الذي كان متواطئا في تعتيم القضية حيث نفى وجود اي ضربات او اصابات تدل على موت صاحبها بالتعذيب الوحشي.

 ولمواصلة التستر على الجريمة باشرت الشرطة الاستعمارية في استدعاء اخيه عدة مرات لمدة سنة تقريبا لاستجوابه عن مكان تواجد اخيه ابراهيم.

اضطر أخوه محمد الى الهجرة الى المغرب ومنها الى تونس اثر رفع والده دعوة قضائية لمعرفة مكان تواجد جثمان ولده وفتح التحقيق في الجثة المكتشفة بواد الحميز.

تكريما له و تخليدا لذكراه سميت باسمه مؤخرا المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية بالجزائر العاصمة.

🇩🇿🇩🇿🇩🇿المجد و الخلود للشهداء الابرار 🇵🇸🇵🇸🇵🇸











 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشهيدك أحمد بن دريميع -أحمد لمطروش-

الشهيد: مصطفى بن بولعيد

الشهيد عيدوني احمد