الشهيدك أحمد بن دريميع -أحمد لمطروش-


 

الشهيد البطل «الكومندوس المتجوّل» أحمد بن دريميع المدعو ثوريا بـ ( أحمد لمطروش ):
البطل الذي يفضّل البعض تسميته بـ «رومبو الجزائر» الذي اجتاح خطّ برج بوعريريج، برج الغدير، رأس الوادي، عين ولمان، قلال، سطيف في صورة لمتمرّد على الطغيان وثائر عابر للحدود، بعدما ضيّق الخناق على قوات المستعمر.
من مواليد 1926 بقرية أولاد حناش ببرج الغدير، نشأ في عائلة فقيرة، منذ صغره يكره الاستعمار وبشاعته ، في عام 1956 أخذته القوات الاستعمارية للعمل في ورشة للأشغال على مستوى القرية المذكورة، وكان يعمل على إخفاء المتفجّرات التي تستعمل في الورشة من أجل تسليمها للمجاهدين، لكن بسبب الوشاية من أحد العمال هناك تمّ على إثرها اقتياده لتنفيذ حكم الإعدام فيه، كان الجوّ يسوده الضباب مما جعلهم يعودون أدراجهم، ليتم إعادته إلى السجن قبل أن يفرّ منه ويلتحق بالثورة، سُمي بالمطروش أي (المتهور المجازف) لأنه في إحدى المعارك قبل انتهائها هبّ بشجاعة كبيرة لانتزاع الأسلحة والذخائر من القتلى الفرنسين، فكان لا يعرف للخوف معنى فسُمي بهذا الاسم الثوري. وبسبب عدم اقتناعه بوتيرة العمل من قبل جبهة التحرير، كان في نظره أن العمل بطيء في الزمن الذي تأخذه عملية الإعداد للعمليات العسكرية التي كانت تعد في أسبوع وأكثر من قبل القيادة، تحصل الشهيد أحمد بن دريميع على رخصة من قبل جبهة التحرير من أجل العمل منفردا وحرا، البطل بن دريميع أحمد كان يصر على ذبح الخونة أينما كانوا، لأنه كان يؤمن بأنّ الخونة هم أكثر خطرا على الجزائر ومستقبلها من الاستعمار الفرنسي نفسه، يذكر عن الشهيد الذي تحول خلال 03 سنوات من 1956-1959 إلى مصدر رعب للمستعمر الفرنسي أنه كان يُسمي الضباط و القيادات الاستدمارية بـ « الفراخ» ، فكان عندما يلتقي بثلة من المجاهدين بالمداشر يُبشّرهم بمقتل الفرخ الفلاني بالقرية الفلانية، كان يُفضل الانفرادية في الجهاد تفاديا للوشاية والغدر من طرف الحركى ومخافةً من فشل مخططاته العسكرية، فقد كان يصول ويجول دون أن يعلم أحد أثره أو وجهته ليلا ونهارا دون أن يأخذ استراحة محارب، فهو أينما صال وجال إلاّ وتسمع أحاديث القرى والمداشر، تؤكّد أن أحمد المطروش قتل القائد الخائن الفلاني و العميل الفلاني، يذكر أن العقيد عميروش لما قام بزيارة لاولاد مخلوف ببرج الغدير قام باحتضان الشهيد لمطروش بقوة أمام الجميع، وقال لهم: « لقد فوّضت كامل الصلاحيات للمطروش ولا أحد يسأله عن ماذا يفعل أو ماذا يُخطّط»، لقد أعطت له الجبهة الحرية المطلقة في القيام بالعمليات العسكرية.
تقول الروايات المتواترة على أن مهر زوجته التي تنحدر من ولاية سطيف لم يكن مالا، بل كان عملا بطوليا، حيث اشترط آنذاك قادة الجبهة على أحمد لمطروش القيام بعمليتين عسكريتين كمهر من أجل تزويجه، لكن الشهيد نفّذ 10 عمليات عسكرية ناجحة، مكّنته بعدها من الزواج.
كما تشير الروايات أنه ونتيجة لعملياته الفدائية الناجحة التي خلفت خسائر معتبرة في التعداد العسكري لقوات المستدمر تمكن من قتل 611 من جنود وضباط و عملاء .
في شهر ديسمبر 1958 أسر الشهيد عسكريين فرنسيين في مدينة سطيف، واستطاع بمفرده أن يخرجهما من المدينة وينتقل بهما إلى مقر المنطقة الأولى من الولاية الأولى سالمين أين سلمهما للمسؤولين.
عند مشاركته في الهجوم على المركز العسكري الموجود بمزرعة فيقي بدوار ابن ذياب جرح وتم أسره، وبقي في الأسرى حوالي 3 أشهر، بعدها تمكن من الفرار من السجن وإلتحق مرة أخرى بالثوار والثورة، كان يأمل في تجريد الحراس المتمركزين بمقر شركة الكهرباء والغاز بمدينة سطيف من السلاح ولكن أثناء تبادل إطلاق الرصاص ارتقى شهيدا في سبيل الوطن، وكان هذا في سنة 1959.
رغم كل هذا الكثير من شباب اليوم يجهل تاريخ هذا البطل الاسطوري الذي ناضل من أجل استقلال الجزائر.
و الغريب أيضا أنه لو كان بطلا أوروبيا لوضع له معلم عالمي.. لكن في البرج لا توجد أي مدرسة باسمه.
🇩🇿المجد والخلود للشهداء الابرار 🇩🇿






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشهيد: بوغرارة السعودي

الشهيد: مصطفى بن بولعيد