الشهيد: بوشاقور محمد


الشهداء يعودون

الشهيد: بوشاقور محمود 


هو بوشاقور محمود بن محمد بن عمار وفاطمة بنت الطاهر سايب من مواليد 1921 م بڨرعة سعيدة بلدية عين كرشة ؛ في وسط عائلة ميسورة الحال ،كثيرة الأفراد حـيث تشمل على اثنى عشر فردا ؛ عشرة منهم ذكور ، تعلم القران منذ صغره في جامع بناه أبوه لأولاد العرش آنذاك ، ثم آتى بشيخ يدعى بهلول السعيد ليكون معلما هناك

ونشأ فلاحا مع أبيه واخوته وعند بلوغه سن الثانية والعشرين

* 22* جنـد إجباريا للخدمة في الجيش الفرنسي إلى غاية 1945 , و حسب ما رواه أصحابه وهم أوشن علاوة أوشباط – عنصر معاش الكناس وعنصر خليفة الحارس أنه لم يذهب معهم بعد التدريب إلى فرنسا ثم لاندوشين ( فيتنام) حاليا , لأن أباه توسـط عند ضباط فرنسا ذوي النفوذ فأبقوه في أرض الوطن إلى أن تمت خدمته ثم عاد إلى مسقط رأسه، إثر وفاة والده في نفس السنة, و باشر في عمله وهي خدمة الأرض و الوطن و تربية المواشي إلى غاية سنة 1955 م .

تزوج وأنجب خمسة أولاد ثلاثة ذكور و بنتان وهم على قيد الحيـاة

شب البطل على كرهه للاستعمار الفرنسي و بخاصة عند تجنيده أين لاحظ وشهـد اقترافات الفرنسيين في حق بني جلدته , وبدأ احتكاكه بالمجاهدين سنة 1955 أين يأويهم و يطعمهم وكان معظمهم يأتي من ناحية الأوراس , الملقبين بالجبايلية ومن بين هؤلاء , سي عبد الله المزيطي , و أشقاؤه عثمان , لونيسي ثم عمار مهماه , كما كان يلقبونه آنذاك .

التحق بصفوف الثوار و سجل في مسيرته تاريخ ثري وحافل بالعمليات ضد العدو الفرنسي , أولها معركة " إقرعيشن " أين نصب للعدو كمينا أثناء أدائه لدورية معتادة حيث يسكن معمـر يدعى " كامبوري " وكان ذلك في ليلة من ليالي ربيع الأول من سنة 1955 , وكان برفقة الشهيد كل من موجاري محي الدين , العــمري محمد , قرقور العربي , بعزيز عبود , بولقرن لخميسي و خرشي محمد المدعـو " الشيحاني وتمت العملية بنجاح بعد مواجهات دامت لقرابـة ساعة و قضي فيها على ملازم ورقيب أول كانا على رأس القافلة و غنم المجاهدون الأسلحة بعد القضاء على كافة أفـراد الدورية و إعطاب آلياتهم , بينما لم تسجل أي إصابة بصفوف المجاهدين .

وبعد العملية مباشرة و بتلك الليلة التحق كل أفراد العائلة بالشهيـد منظمين في صفوف جبهة التحرير الوطني , وهم حمو , عمار,لخميسي , صالح أمقران , صالح أمزيان , السعدي , علاوة و السبتي , ولم يبق سوى النساء و الأطفال .

كان رد المستعمر كما ألف به من خسة و نذالة , فأول ما قام به هو حرق وهدم كل البنايات أين صوب المدافع و الدبابات و العبوات الناسفة , وقتلـــوا فلاحا جهرة أمام الجميع رميا بالرصاص وهو المسمى شـارف الجمعي بن عاشور المدعو " الجمعي أوالصابرة " كما قتل أزيد من ثمانية (8 ) من خيرة ابناء أولاد غنام " أيث باب غنام " بأمر ذلك الطاغية المعمر " كامبوري " ولم يكفي المستعمر ما قام به أين حول جل ما هدمه إلى قرية عين كرشة آنذاك لتستغل لصالح الحركى .

ومن أغرب ما يحكى أن السيدة مفاز حفصية زوجة الشهيد البطل محمود بوشاقورمن شدة التعب و المعانات أثناء هروبها من المستعمر عند ما بدأ في قصف الدوار بمدافع الدبابات من بعيد ومن شدة الهول تركت ابنها الرضيع ( محمد الزين ) عند رأس الحلفاء حسب قولها في شعاب الشبكة في مكان يسمى ( شبيان ) , ولم تنتبه إليه إلا عندما سألتها إحدى نساء الدوار فرجعت إلى المكان لتجد ابنها حي يرزق .

وفي تلك الفترة كلفت قيادة جيش التحرير الوطني الاخوة حمـو – عمار – صالح أمزيان – السبتي بمرافقة هذه العائلة بعد الترخيص لها بالمـغادرة أرض الوطن إلى تونس الشقيقة , وهنا بدأت رحلة العذاب لهذه العائلة المجاهدة مشيا على الأقدام ليلا و الاختفاء من أعين الاستعمار و أتباعه نهارا.

وقد دامت الرحلة عاما ونصف من ربيع 1955 م إلى خريف 1956 م عانت من خلاله أسرة الشهيد التعب و الجوع و العطش ورغم ذلك كله فقد بقيت مع الاتصال بجيش التحرير الوطني حيث الحدود التونسية كانت تزودهم بالأكل وغسل الثياب وشراء البغال والبقرة من طرف كبار العائلـــــة , يستعملونها في حمل السلاح من التراب التونسي إلى القطر الجزائري كما يتولى صغار الأسرة في إيصال هذه البغال و الأبقار من تالة إلى فرمة ( مقران ) ومكثت العائلة على هذا الحال إلى غاية الاستقلال حيث المدة التي قضتها في تونس هي ستة سنوات , من خريف 1956 م إلى ربيع 1962م , وفي هذه المدة فقدت فيها خمسة شهداء , أربعة شهداء و الجدة قرمية قلقول توفيت بمستشفى تونس العاصمة أثناء إصابتها بمرض عضال و دفنت هناك سنة 1962 م وهـي أم لشهيدين بوشاقور لخميسي و بوشاقور صالح أمقران و المجاهد بوشاقور صالح أمزيان ما زال حيا .

👈أهم المعارك التي شارك فيها الشهيد:

✅معركة قريون :

قادها البطل الشهيد رفقة الشهيد لخميسي و قرابصي عبد الباقـي,حيث قام المستعمر بمحاصرة الجبل بعد تيقنه من وجود المجاهدين , مستعملا أقصى إمكانيات من مدافع و مروحيات وكم هائل من الجيش , و دامت المعركة قرابة 12 ساعة أستشهد فيها بعض المجاهدين و تكبد المستعمر خسائر جمـة.

✅معركة العزلة :

وهي منطقـة بين سيقوس و أولاد قاسـم " عين مليلة " أين كانت مجموعة من المجاهدين متمركزة في دوار القرابصة و مجموعتان اتخذت من الجبل العزلة مركزا لها , و إذا بالجيش الفرنسي في دورية تفتيـش على غفلة ما جعلها تترصد بعض التحركات لعناصر جيش التحرير الوطني داخل الدشرة , ومباشرة تم طلب المزيد من الدعم وهبت الطائرات المقنبلة و الدبابات لمحاصرتهم , فبدأت المعركة في حدود الساعة الحادية عشر صباحا حتى الساعات المتأخرة من الليل , واستشهـد خلالها عدد كبيرمن المجاهدين .

✅معركة الفجوج :

جرت وقائع هذه المعركة تحت قيادة الشهيد البطل بوشاقور محمـود و زملائه – غوبال حمدان – بولقرن لخميسي – العمري محمـد – و بوغازي سليمان و كانت هناك مجموعة من المجاهدين قادمة من نواحي سطيف متوجهة للحدود التونسية لجلب الســلاح وقد تتبعت قوات الاستعمار آثارها حتى وصلت إلى جبل لفجوج أين قررت الاستراحة هـناك في ضيافة قادة المنطقة المذكورين أعلاه , لكن قوات الاستعمـار كانت لهم بالمرصاد , فحاصـرت الجبل بالجيوش و الطائرات العمودية و العــتاد المعهود لديها كالمروحيات لنقل الوحدات الخاصة وكذالك الطائرات المقنبلة , بدأت المعركة الساعة السابعة صباحا ودامت يوما كاملا حيث أستشهد فيها كل الدورية نظرا لنقص الخبرة و العتاد , كما أستشهد عـدد كبير من مجاهدي المنطقة منهم أخ الشهيد البطل بوشاقور محمود بوشاقور السعدي و نجى بفضل الله القادة وبعض المجاهدين .


في يوم الثلاثاء العاشر من شهر سبتمبر سنة 1957 التقى قادة المنطقـة " 12 قائدا " بمنزل أحد المناضلين يسمى " قلقول أمحمد " و بالصباح توجه الجميع إلى منطقة الشبكة البيضاء " إيشبكث أملالت " التابعة لعين كرشة حاليا , أو كما يلقبها قاطنيها ' ايغزر أوزينبة ' , و ذلك لتدارس بعض القضايا و التخطيط للمعارك , فعلم العدو بذالك , فجند الآلاف من عساكره لتطويق المنطقة , كما استعمل كل أنواع الطائرات و كان عددها 14 مقسمة لثلاثة أفواج , أربعة من النوع مارك اركو وأربعة مقنبلة بالغاز و النبالم المحرم دوليا و أربعة أخرى من نوع بوفراقن و طائرة استكشافية صنف طائرة عمودية لنقل الموتى و جرحى . 

طبيعي ان يكون الحسم للعدة و العتاد فنال الشهادة شهيدنا البطل 

 محمود بوشاقور برفقة عدد من المجاهدين ارتقوا معه بميدان الشرف هم كالتالي :

 العمري محمد , بوحزام العيفة , برادعي الدوادي , قلاتي الكواشي , شراد الصادق , وقاف شعبان , أمجوج محمد , سلامي النوي , علي لملولي , خموم بالضياف , كاتب بوحزام العيفة و بوغازي سليمان، هذا الأخير الذي صادف بطريقه النساء فطببن منه أن يختفي بينهن بارتداء زيهن , وكان قد كلف بجلب الماء فأجابهن : وكيف تسمونني بعد المعركة ويستشهد جميع رفاقي؟ وجلب الماء لرفقائه واستشهد برفقتهم .

🇩🇿🇩🇿🇩🇿المجد والخلود للشهداء الابرار 🇩🇿🇩🇿🇩🇿


 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشهيدك أحمد بن دريميع -أحمد لمطروش-

الشهيد: مصطفى بن بولعيد

الشهيد: بوغرارة السعودي