الشهيد: سعيداني محمد
الشهيد : سعيداني محمد
منفذ عملية اغتيال حاكم الميلية في مكتبه (26 جانفي 1957م)
هو محمد بن رابح بن بوخميس وابن سعدة بوزردوم بنت محمد، من مواليد 1932 بقرية أولاد الصالح من دوار أولاد قاسم (بلدية الميلية المختلطة)، من عائلة مجاهدة قدمت أزيد من 25 شهيدا فداء للوطن، نشأ يتيم الأبوين فقد توفي أبوه وعمره 05 سنوات وتوفيت أمه وعمره 07 سنوات فكفله جده وعمه، واشتغل في صباه بالرعي والفلاحة، والتحق بالكتاتيب لتعلم مبادئ اللغة العربية وحفظ القرآن الكريم ودرس على يد الشيخ سي موسى بن عتيق هيدوك، كما درس بالمدرسة العربية (التهذيب) بالميلية، وعند بلوغه سن التجنيد رفض الاستجابة لأمر الالتحاق بالجيش الفرنسي وهاجر إلى فرنسا، وعند اندلاع الثورة عاد إلى قريته في شهر ديسمبر 1954م ولم يطل به المقام والتحق بصفوف جيش التحرير الوطني في شهر جانفي 1955م.
عرف الشهيد البطل بشجاعته وجرأته وثباته، وشارك في عدة عمليات منها:
- عملية النقيب روسو بالعنصر
- عملية الدرك الوطني بالميلية
- كمين تازة
- عملية المكتب الخامس ودار بن شعبان
عندما قررت الثورة الحكم بالإعدام على حاكم الميلية الطاغية جيرمان فور(Germain Faure) تطوع لتنفيذها دون تردد رغم علمه بصعوبتها وخطورتها، فالوصول إلى مكتب الحاكم لم يكن سهلا ولا بد من تجاوز الأسلاك الشائكة ومراكز المراقبة والحراسة، ولكنه أصر على تنفيذها تحت إشراف مسؤول القسم الرابع زويكري محمد بلحملاوي ومسؤول التنظيم لمدينة الميلية اسماعيل زعيمش، ودخل مستعملا هوية مستعارة (احمد عيموش بن شعلال) وتجاوز عمليات المراقبة والتفتيش برباطة جأش وعزيمة قوية وبمساعدة كاتب الضبط مولود بوجمعة والشرطي بوشامة بلقاسم، وعندما دخل مكتب الحاكم، على الساعة الحادية عشر والنصف، أبلغة حكم الثورة وأفرغ في جسده رصاصات مسدسه ثم انسحب عبر حديقة السكوار لكن جنود الحراسة قرب مخزن الحبوب (الدوك) أطلقوا عليه النار فسقط شهيدا على حافة الطريق.
تسببت هذه الحادثة في حالة طوارئ بقسنطينة وأدخلت الرعب في صفوف العدو لجرأتها وشجاعة منفذها، بحيث تنقل حاكم العمالة المجرم موريس بابون بطائرة هيليكوبتر إلى مكان العملية، وقامت القوات الفرنسية بجمع السكان والانتقام منهم وإعدام عدد منهم كما اعتقل مولود بوجمعة وبوشامة بلقاسم الذين استشهدا تحت التعذيب، وقد نشرت الصحف الصادرة بالجزائر وفرنسا خبر العملية ومنها جريدة لاديباس وجريدة لوموند.
ترك الشهيد أرملة (سعدة سعيداني) وبنتين، ولم يحظ كالكثير من الشهداء والأبطال بالتكريم اللائق، وأطلق اسمه على حديقة السكوار المهملة دون وجود معلم يروي بطولاته للأجيال الجديدة.
🇵🇸🇵🇸🇵🇸ا🇵🇸المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.🇩🇿🇩🇿🇩🇿
تعليقات
إرسال تعليق