الشهيد: بلمختار سليمان
الشهيد: بلمختار سليمان ... آخر شهيد يعدم بالمقصلة
الشهيد سليمان بلمختار من مواليد سنة 1934 في بلدة متليلي الشعانبة. ترعرع و تربى في المجتمع المحلي في حي من أحياء
" وادي ميزاب " كأغلبية العائلات التي سكنت المنطقة .
كان يشتغل لحسابه الخاص كسائق لشاحنة نقل من نوع
" أوتشكيس " يعمل بها لنقل و حمل مواد البناء المحلية كالحجر و الحصا و غيرها. و كانت هذه المواد تجلب في أغلبها من المناطق المجاورة لبلدة غرداية و الخالية من السكان نوعا ما،، و هذا ما كان يوفر له بعض الحرية في الاتصال مع الرفقاء في الكفاح المسلح.
أنخرط مبكرا في نظام ثورة التحرير و كان عمره لا يتجاوز العشرين سنة، و كان من أبرز عناصر الفدائيين الناشطين و الفاعلين في الميدان حيث قام بتنفيذ عدة عمليات ناجحة ضد العدو.
آخر مهمة قام بها كانت أواخر شهر مارس سنة 1960، و في شهر ماي من سنة 1960 اعتقل وأقيمت أول محكمة عسكرية خاصة و لأول مرة بغرداية جرت فيها محاكمة عناصر الفداء رفقاء سليمان بلمختار و الذي كان يتقدمهم و هم " سليمان الزيادي – النوي بن ساحة و شقيقه قدور بن ساحة – قدور التجاجنة و محمد بن حمادي. دامت المحاكمة لعدة أيام و تناولتها الصحافة انذاك.
أثناء هذه المحاكمة تحمل البطل سليمان بلمختار على عاتقه و لوحده مسؤولية كل التهم الخطيرة التي كانت قد وجهت الى أعضاء المجموعة الفدائية و هي تنفيذ أكثر من عشر عمليات بالمنطقة.
و كان الحكم جد قاسيا في شأنه و المتمثل في الحكم " بالإعدام " و كذلك للبعض من رفقائه.
بعد إصدار الحكم من طرف هذه المحكمة العسكرية الخاصة حولت المجموعة إلى السجن المركزي "بارباروس" بالعاصمة الجزائر، ثم أيد حكم الإعدام الصادر ضده و كذلك رفض طلب العفو الرئاسي المقدم من طرف دفاعه إلى رئيس الجمهورية الفرنسية "شارل ديغول" آنذاك، و هذا بالرغم من القرار الذي أصدره هذا الأخير و الذي يقضي بتعليق و إلغاء تنفيذ الإعدام في شأن المحكوم عليهم من طرف المحاكم العسكرية و الصادر منذ سنة 1958 عن نفس الرئيس و منذ توليه السلطة.
و في ليلة 30 نوفمبر – أول ديسمبر من سنة 1960 و على الساعة الصفر و نصف تم اختطاف الشهيد سليمان بلمختار من طرف مصالح الدرك الفرنسي من داخل زنزانته بالسجن المركزي للجزائر العاصمة و نفذ فيه الإعدام بالمقصلة و التي شغلت من أجله داخل ثكنة "علي خوجة " و هي الطريقة التي حرمت منذ سنة 1958.
يعتبر الشهيد سليمان بلمختار في هذه الحالة رمزا لأواخر الشهداء الذين أعدموا بهذه الطريقة كما يعتبر الشهيد أحمد زبانة هو أولهم.
فليعتبر المرء لحظة واحدة قوة و عظمة الأيمان و أسمى الشجاعة التي يتحلى بها أولئك الرجال الذين يساقون الى الشهادة و هم يرددون ذكر " الله أكبر" و كلمة " تحيا الجزائر". المجد و الخلود للشهداء.
تعليقات
إرسال تعليق