الشهيد: عزوزي قدور



 الشهداء يعودون

الشهيد: عزوزي قدور

أول شهيد بالقصبة


 من مواليد 25 جويلية 1929 بواد سلي بالشلف، ابن قدور وقفال خيرة، انتقلت عائلته من مدينة الشلف إلى العاصمة سنة 1930 فمكثت بالقصبة ثم ببوزريعة ثم عادت مرة أخرى إلى القصبة، زاول دراسته بالمدارس القرآنية ثم بمدرسة فاتح كما التحق بجامع الزيتونة بتونس أين درس لمدة سنة، مارس في شبابه الملاكمة وكان كشافا في الكشافة الإسلامية. 

كان «عزوزي قدور» متشبعا بالروح الوطنية الثورية منذ نعومة أظافره، هذا ما جعله يلتحق بصفوف حزب الشعب الجزائري في سن مبكر، كما كان عضوا بارزا في المنظمة الخاصة التي كانت تحضر للكفاح المسلح منذ الأربعينيات من القرن الماضي، زار تونس والمغرب في مهمة كان الهدف منها التنسيق بين الحركات الوطنية في شمال إفريقيا التي كانت تحضر للكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي...


 في 24 أوت 1955 ارتقى اول شهيد بحي القصبة بالعاصمة، البطل الرمز الشهيد عزوزي قدور التابع للمجموعة الفدائية "المتطوعون للموت" تحت لواء الحركة الوطنية الجزائرية، إذ أوردت جريدة لوكوتيديان دالجيري، الصادرة بتاريخ 25 أوت 1955، تفاصيل استشهاد عزوزي في مقال تحت عنوان “القاتل عزوزي قدور”، جاء فيه: “بعد أن رمى بقنبلة يدوية، استقبل الذين جاءوا لتوقيفه بسلاح في كل يد، كان معه 3 متواطئين ألقي عليهم القبض، احدهم كان يرتدي زي عسكري أمريكي جديد، وتم استرجاع كمية هائلة من الأسلحة”، و اضافت الجريدة في وصفها للمطاردة و البطولة التي قابلها عزوزي لمعتقليه : " في ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، حوالي الساعة 21.00، وصلت الشرطة مؤشرات وعلموا أن هناك مخبأ بالرقم 1 من الممر المسدود ‘ليون’ بقلب القصبة، على الساعة الثانية صباحا أزيحت كل الشكوك... أجهزة الشرطة المدعومة بعدة وحدات “سي.أر.أس” في عدة سيارات توجهوا إلى أعلى المدينة وحوصر المخبأ”. (الصورة المرفقة).

عندما نادى احد المحاصرين اسم احد المتواجدين في المخبأ لإعلامه أنهم محاصرون، وطالبهم بتسليم نفسه، انطلق وابل من الرصاص وألقيت قنبلة يدوية على جانب الرصيف، ما تسبب في فزع وسط القوات المهاجمة اجبرها على الاختباء. ولأن مخبأ الشهيد والفدائيين للأسف لم يكن له مخرج آخر، اضطر الشهيد عزوزي إلى أن يخرج في مواجهة مباشرة حافي القدمين، وهو يحمل مسدس P38 في يد ومسدس رشاش STEN في يده الأخرى.

بعد أن افرغ الشهيد عزوزي مخازن رصاص أسلحته، تعثر عند انسحابه في دلو حليب، وانهال عليه رصاص المسدسات والرشاشات، ليلفظ أنفاسه، وتختلط حمرة دمه ببياض الحليب.

ويقول المجاهد ارزقي باسطا في مذاكراته، أن امرأة جزائرية من حي القصبة أخرجت من بيتها إزارا غطت به جثمان الشهيد الطاهر. وعندما سألها محافظ الشرطة: هل هذا ابنك؟ ردت: " ليت هذا الرحم أنجب رجلا كهذا” مشيرة إلى الشهيد.

أما الفدائي الذي كان يلبس زيا عسكريا أمريكيا فكان الشاب عبد الرحمان كاب، الذي استشهد تحت المقصلة مع محمد بورنان وشفيق ملزي في 9 أكتوبر 1957 بسركاجي..


بعدما سلمت السلطات الاستعمارية جثمان الشهيد «عزوزي قدور» لأهله تم دفنه بمقبرة سيدي محمد ببوزريعة بأعالي العاصمة بتاريخ 26 أوت 1955 أين حضر الآلاف من الجزائريين مراسيم الدفن...


استشهد «عزوزي قدور» تاركا الأهل وابنته الوحيدة ليسقي بدمائه الزكية الطاهرة شجرة الحرية كي تعيش الجزائر حرة مستقلة...


🇩🇿🇩🇿🇩🇿المجد و الخلود للشهداء الابرار 🇵🇸🇵🇸🇵🇸✌️






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشهيدك أحمد بن دريميع -أحمد لمطروش-

الشهيد: مصطفى بن بولعيد

الشهيد عيدوني احمد