الشهيد: زيدوري عبد القادر
الشهيد زيدوري عبد القادر بن جلول وأمه مبروكة بنت سليمان ولد خلال سنة 1930 برزينة - البيض- تعلم مبادئ اللغة العربية وحفظ القران الكريم وختمه عن طريق المشائخ والكتاتيب في مسقط رأسه وفي مدينة البيض وهو في سن مبكرة، انتقل إلي مدينة بشار فمارس مهنة تعليم الأجيال .
كان بداية نضاله عام 1946 حيث انخرط في صفوف الكشافة الإسلامية ببشار، ثم اوكلت إليه مهمة قيادة بها، ونظرا لروحه الوطنية وحماسه من أجل الدفاع عن وطنه أصبح من العناصر البارزة في الحركة الوطنية، شارك مع مجموعة من الشباب في اغتيال معمر فرنسي يدعي ((بيار ميراصوالي )) تم اعتقاله بعد هذه العملية من طرف المستعمر الفرنسي وزج به في الحبس مدة تزيد عن خمسين يوما تعرض فيها إلى أبشع أنواع التعذيب .
تم الإفراج عنه مؤقتا في انتظار محاكمته لكن الشهيد كان يؤمن كثيرا بقضية وطنه العادلة وأنه لا يجب الخضوع لبطش المستعمر الغاشم فلم ينتظر تقديمه للمحاكمة الاستعمارية بل فر هاربا إلى دولة مصر الشقيقة لمواصلة نضاله رفقة صديقه: عيداني عبد العاط ، استشهد هو الأخر في سبيل تحرير الوطن، سلكا طريق سري كان يعرفه عيداني عبر الحدود الليبية الجزائرية متحدين كل الصعوبات .
في مصر تعرف على مجموعة من الشباب الجزائري المناضل من بينهم المرحوم هواري بومدين، ثم التحق بالجامع الأزهر الشريف بالقاهرة للتزود بالعلم مما ساهم في تكوينه السياسي والعسكري وهذا ما بين سنة 1950 إلى 1953 .
عاد إلى الجزائر مع مجموعة من الطلاب الذين وقع عليهم الاختيار للتحضير للثورة، وقد أسندت إليه هذه المهمة في منطقة البيض ... وقبل مباشرة عمله مكث في مدينة مستغانم للتزود أكثر بالمعلومات الكافية، وبعد التحاقه بمدينة البيض تابع نشاطه
كعنصر حيوي في المنظمة السرية.
لم يمض وقت طويل حتى وضعه الاستعمار تحت المراقبة اليومية إذا كان لزاما عليه الحظور يوميا لتوقيع لإثبات وجوده في المدينة كما منع التنقل بين البوادي والقرى المجاورة لمدينة البيض ماعدا الطريق المعبد الرابط بين البيض و وهران بعد حصوله على التأشيرة وذلك حتى تسهل مراقبته من طرف الدرك الفرنسي .
في أوائل عام 1956 وبعد حصول الشهيد على قائمة تحمل أسماء بعض الأشخاص الذين يملكون أسلحة نوع "ستاتي " الرباعي " الماسكوتو توجه اليهم فجمع مايستطيع من أسلحة كما أنه تمكن من اقناع كثير من الرجال بالإنضمام إلى صفوف الثورة، فانضموا إلى المجموعة التي كانت تضم الشهيد بوشريط ومولاي ابراهيم تحت قيادة بن موسى أحمد المعروف حربيا باسم (( مراد)) .
وفي نفس السنة كان الشهيد زيدوري عبد القادر يعمل كمسؤول سياسي تحت اسم حربي هو سي خيرالدين، وظل يرتقي في سلم المسؤوليات الى غاية ترقيته وتعينه في نواحي سعيدة برتبة نقيب، وذلك الامتياز، حسب قول بعض رفاقه المجاهدين الذين رافقوه في النضال، هو التفاني في العمل و الثقافة العالية حيث كان يتقن اللغتين العربية والفرنسية والوثائق الممضية باسمه دالة على ذلك. استشهد الشهيد زيدوري عبد القادر عام 1960 بضواحي سعيدة عن عمر يناهز 30 سنة ، قضاها في الدفاع عن الوطن وأعلاء كلمة الله بعد أن قطع على نفسه عهدا أن لا يضع السلاح حتى النصر أو الاستشهاد وقد كتب الله له الشهادة ، من أقواله المشهورة التي كان يرددها المرحوم على مسامع رفاقه .
(( نعمل من أجل استقلال الجزائر وإقامة العدل فيها )) (( نكافح في الجزائر لنستقل فيها أو نستشهد في سبيل الله)) (( عاهدنا الله في أنفسنا وفي اقاربنا وفي الشعب الذي نقوده أن ندافع عن الوطن )) .
🇩🇿🇩🇿🇩🇿المجد والخلود للشهداء الابرار 🇩🇿🇩🇿🇩🇿
تعليقات
إرسال تعليق