الشهيد: قراوي احمد
الشهيد: قراوي احمد
ولد الشهيد سنة 1918 ببريكة ، أبوه الصديق و أمه آمنة زقاق ، نشأ وسط عائلة محافظة على تقاليدها الإسلامية العربية، تهتم بتدريس القرآن العظيم وهذا ما سهل على الشهيد حفظه على يد والده، ثم تتلمذ على يد خاله الشيخ موسى زقاق رائد الحركة الإصلاحية ببريكة حيث درسه علوم الفقه و قواعد اللغةالعربية حتى منتصف الثلاثينات، بعدها إنتقل إلى قسنطينة حيث واصل دراسته على يد الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله و مشایخ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين إلى أن نال شهادة التحصيل عام 1940، وهذه الشهادة مكنته من مزاولة التعليم في المدارس الحرة التابعة لجمعية العلماء في كل من بريكة وبسكرة ورقي من طرف الجمعية لرتبة مدير مدرسة سنة1947 في كل من غليزان و معسكر وفي سنة 1950 نقل إلى مدينة عزابة كمدير لمدرسة الترقي مارس مهامه بها إلى غاية سنة 1954 حيث إنتقل إلى مدرسة إحياء العلوم بمدينة العلمة وهناك إستقر به المقام مؤديا مهمته المقدسة بصدق وإخلاص عاملا بوصية الشيخ عبد الحميد بن باديس و التي هي مدونة في كراسه عندما كان طالبا للعلم ((فعلم ما استطعت لعل جيلا سيأتي يحدث العجب العجاب )) وأثناء عمله بقطاع التربية و التعليم كان الشهيد يبث الروح الوطنية في صفوف تلاميذه في كل المناطق التي عمل بها وهذا يشهد به له كل من درس على يده ،وكأنه يحضرهم إلى يوم مشهود ، لأنه يعلم ((أنه لايتحرر الجسد إلا إذا تحرر العقل )).
عندما إندلعت ثورة التحرير كان الشهيد من الذين ليوا ندائها دون تردد لتشبعه بفكر الحركة الوطنية التي إحتك بها إحتكاكا مباشرا فإنضم إلى جبهة التحرير تحت قيادة المجاهد الحكيم الأمين دباغين (قبل التحاقه بالوفد الخارجي لجبهة التحرير ) ، ومنذ ذلك الوقت باشر عمله الثوري جاعلا من المدرسة التي هو مديرا لها مركزا للثورة لجمع المؤونة لجيش التحرير و لنشر الوعي بين صفوف أبناء العلمة وسكانها حتى سنة 1956 أصبح مسؤلا عام عن الثورة بالمدينة و ضواحيها الشيء الذي مكنه من مقارعة العدو الفرنسي بتنوير وتوجيه الشباب بصفة عامة و المتمدرسين بصفة خاصة إلى العمل الفدائي أو الإلتحاق بجيش التحرير ، كما ساهم الشهيد منذ سنة 1956 على التخطيط و الإعداد لأغلب العمليات الفدائية التي نفذت بالعلمة من طرف الفدائيين ضد أفراد العدو و عملائه الخونة حيث كان عددها 46 عملية فدائية ناجحة، وكانت أول عملية نفذت يوم 14 أفريل 1956 وآخر عملية مكنت العدو من إكتشاف أمره وقعت يوم 08أوت 1958 سقط فيها ضابط فرنسي، وعلى إثرها جن جنون العدو لمقتل ضابطه وفي الحين أغلق المدينة وحاصرها حصارا شديدا لمدة 18 يوما عاث خلالها الترهيب و التقتيل و الإعتقال و الخطف فكثيرا من المواطنين تم إعتقالهم حفاة عراة ولم يظهر مصيرهم إلى اليوم وقدر عددهم بـ 500 مواطن بين مقتول و مفقود وقد أبادوا الكثير منهم في مركز التعذيب بمزرعة جول كروشي وفي مخزن الحبوب و المسرح وفي هذا الظرف تمكن الشهيد من الإفلات من قبضة العدو حيث أخذ أبنائه الستة إلى مسقط رأسه ببريكة وقام العدو في نفس اليوم بمحاصرة منزله بالعلمة وعندما لم يجده نهب كل ممتلكانه، وبعد ان أطمأن الشهيد على وضع إسرته التحق بجيش التحرير المتواجد بجبل متليلي التابع للناحية الثانية المنطقة الأولى بقيادة المجاهد محمد الصالح يحياوي وبعد فترة إستراحة كلفت دورية من جيش التحرير لمرافقته يقيـادة المجاهد ميلود بن نيني (خلاف) إلى ناحية العلمة في المنطقة التابعة للولاية الثانية وبعدها عين ضابط في جيش التحرير كمسؤول سياسي بالقسم الرابع الناحية الأولى المنطقة الأولى الولاية الثانية . مارس الشهيد مهامه بعزم وثبات وشارك في عدة عمليات عسكرية ناجحة ضد قوات العدو إلى أن جاء اليوم الذي سقط فيه جريحا في معركة خاضها مع رفاقه ضد العدو في دوار تاشودة بولاية سطيف فأعتقل ونقل إلى مركز التعذيب برأس الماء بولاية سطيف ((معتقل الموت)) و قتل بعد التعذيب الوحشي يوم 30 ماي 1959 دون أن يتمكن العدو وجلاديه من إكتشاف أسرار الثورة التي كانت بحوزته وأستشهد ودفن معه سره وحفظ سكان الناحية العلمة من إنتقام العدو الذي لايرحم .
🇩🇿🇩🇿🇩🇿المجد و الخلود للشهداء الابرار 🇵🇸🇵🇸🇵🇸✌️
تعليقات
إرسال تعليق