الشهيد: علي بوسحابة

#الشهيد : علي بوسحابة


هو شاب مثقف من خنشلة، تخلى عن دراسة الطب في كبرى الجامعات بفرنسا، ليلتحق بصفوف جيش التحرير. حكاية الشهيد علي بوسحابة تحمل في طياتها كثيرا من المعاني في حب الوطن، إنها حكاية استشهاد شاب لم يتجاوز عمره 26 سنة.


اليكم الحكاية....

ولد الشهيد علي بوسحابة في 9 مارس 1931 بنهج لا موريسيار سابقا (ابن باديس حاليا) بوسط مدينة خنشلة، وسط عائلة مكونة من سبعة أبناء، كان مجتهدا في دراسته. تفوقه وذكاؤه كان بارزا من أيام الابتدائية بمدرسة الأهالي بمسقط رأسه خنشلة، قبل أن ينتقل إلى باتنة لمواصلة التعليم المتوسط، ليواصل تعليمه الثانوي بمدينة قسنطينة، حيث نال شهادة البكالوريا عن جدارة واستحقاق. بعدها واصل دراسة الطب في جامعة تولوز بفرنسا، لكن حب الوطن ونداء الواجب جعلاه يسارع للالتحاق بصفوف المجاهدين وذلك عقب إضراب الطلبة الشهير في 19 ماي 1956، حيث قاطع الشهيد علي بوسحابة دراسته في السنة الثالثة جامعي، متوجها إلى أرض الوطن للالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني انطلاقا من منطقة سدراتة، الشهيد علي لم يُخبر حتى أفراد عائلته بقراره القاضي بالانقطاع عن الدراسة بكلية الطب بجامعة تولوز والالتحاق بصفوف الثورة التحريرية في صيف 1956، ولم يسمع أفراد عائلته بخبر تجنيده إلا عن طريق الحاكم الفرنسي بخنشلة عندما استدعى والده لمعاتبته على صنيع ابنه ومعاقبته، اختير علي ضمن فريق المتكونين للعمل على الحدود الجزائرية التونسية كقائد لفريق منطقة "توزر"، وكانت مهمتهم التكفل بالجنود جرحى جيش التحرير الوطني.

لعب علي بوسحابة دورا هاما في إجراء عدة عمليات جراحية للجنود الجزائريين الى غاية بداية سنة 1957، نفس الفترة شهدت نفاذ مخزون الأدوية، فقرر علي بوسحابة إرسال المجاهد عمار بوحوش في مهمة إلى تونس العاصمة للحصول على المستلزمات الطبية من عند الدكتور نقاش، لكن قبل وصوله كانت القوات الفرنسية قد اكتشفت مكان المستشفى الذي كان يشرف عليه علي بوسحابة وقامت بتدميره ليقرر على إثرها العودة إلى أرض الوطن وانتظار موعد مغادرته إلى الولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال تكوينه في تخصص الطب بناء على وعود تلقاها من القيادة العليا لجيش التحرير الوطني.

بعد عودته إلى الجزائر، انضم علي بوسحابة لمجموعة المجاهدين التي كانت تنشط بمنطقة تفاسور (جنوب خنشلة)، حيث مكث معها لبضعة أيام قبل استشهاده في17 فبراير 1957 في قصف مكثف لطائرات العدو الفرنسي للمكان الذي كان يحتمي به الثوار بمنطقة تفاسور، الواقعة على بعد 30 كلم من تبرقدة و10 كلم من جلال، وهي المنطقة ذاتها (تفاسور) التي أصبح يطلق عليها بعد الاستقلال اسم منطقة "الشهداء" لاحتوائها على مقبرة تضم 500 شهيد، من بينهم الشهيد علي بوسحابة.

 أُعيد دفن رفات الشهيد عقب الاستقلال بمقبرة الشهداء بمنطقة "تفاسور الشهداء" بششار (خنشلة) وسمي باسمه كل من مستشفى خنشلة ومتقن بحي سيدي مبروك بقسنطينة وثانوية بدرارية بالجزائر العاصمة.

المجد و الخلود للشهداء الأبرار⁦🇩🇿⁩⁦🇩🇿⁩⁦🇩🇿⁩



 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشهيدك أحمد بن دريميع -أحمد لمطروش-

الشهيد: مصطفى بن بولعيد

الشهيدة: مريم بوعتورة