الشهيد: قوقة عمار
23 مارس 1960-2022:
#الشهيد البطل " قوقة عمار" سميت باسمه بلدية " القرارم قوقة " ولاية ميلة :
أ ) مولده و نشأته :
ولد الشهيد البطل عمار قوقة بتاريخ 02 ماي 1923 ببلدية سيدي عبد العزيز ولاية جيجل و تحديدا في دوار لجناح ، أبوه أحمد قوقة و أمه قارف اليامنة ، تربى و ترعرع في وسط عائلة متواضعة تمتهن الحدادة العامة .
نقل أبواه بمعية إبنهما من بلدية سيدي عبد العزيز إلى مشتى درسون بعين الكرمة ثم إلى مدينة القرارم و عمره حوالي سبع ( 07 ) سنوات ، تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة قرآنية على يدي الشيخ ابراهيم هباش ، و بعد أن حفظ ما تيسر له من القرآن الكريم انتقل إلى مدرسة أخرى تابعة لجمعية العلماء المسلمين في القرارم أين درس عند الشيخ بلقاسم مزهود .
و لما اشتد عضده اشتغل في مهنة الحدادة العامة كمساعد لأبيه في مدينة القرارم ، بعدها انتقل لتأدية الخدمة العسكرية الإجبارية في صفوف الجيش الاستعماري سنة 1943 بكل من القالة و عنابة .
البطل تزوج و أنجب أربعة أبناء .
ب ) نضاله السياسي قبل 1954 :
في سنة 1946 انضم إلى صفوف الحركة الوطنية ( حزب الشعب ) بمنطقة القرارم إلى جانب المناضل بوسمينة الهاشمي و مناضلين آخرين و عمره 23 سنة ، و قد كان من المناضلين الناشطين البارزين في الحركة الوطنية في الجهة التي كانت تعرف نشاطا و حركة سياسية معتبرة ، و بسبب نشاطه البارز اتهمته السلطات الاستعمارية بأنه مناوئ لها و تعرض أكثر من مرة لمضايقات و استجوابات و تهديدات من طرف الأمن و المحكمة الفرنسية ، بل و عوقب ذات مرة بغرامة مالية بلغت 12.000 فرنك من طرف المحكمة صحبة مناضلين آخرين ، و كل ذلك لم يثنه عن عزمه و واصل مسيرته النضالية في حزبه حتى اندلاع الثورة التحريرية .
ج ) نشاطه في ثورة التحرير :
كان من الأوائل الذين لبوا نداء ثورة التحرير و احتضنوها في الشهور الأولى – و هي لاتزال في المهد – بفضل نشاطه الإيجابي و نضاله الفعال في الحركة الوطنية و علاقته النضالية الحسنة مع كل من زيروت يوسف و لخضر بن طبال و هما من مؤسسي الحركة الوطنية و ثورة التحرير في الشمال القسنطيني إلى جانب المناضل بوسمينة الهاشمي .
و في جانفي 1955 أصبح عمار قوقة نائب مسؤول الفوج ( علي زغدود ) في الجهة ، و في هذه المرحلة خطط و نظم و ساهم في تنفيذ العديد من المهام و العمليات السياسية و العسكرية نذكر البعض منها على سبيل المثال لا الحصر :
+ نشر و تبليغ رسالة الثورة في وسط الجماهير و تمحور نشاطه في هذه المرحلة في :
- اختيار و تنصيب مناضلين في جميع المشاتي و القرى و تكليفهم بتبليغ رسالة الثورة .
- دعوة هياكل الإدارة الاستعمارية من الجزائريين ( موظفين سياسيين و شبه إداريين إلى الاستقالة على الفور من مهامهم و هم : القياد ، الشنابط ، لبريزيدانات ، لوقافة ، كبار الجماعة ) و إن لم يستقيلوا من مهامهم يباح هدر دمهم .
- جمع سلاح الصيد من عند المواطنين و جمع الاشتراكات و الزكاة و تنظيم سلاسل البريد و دعوة المواطنين إلى مقاطعة المحاكم الاستعمارية و تنظيم و تجنيد المسبلين و الحراسة الليلية و النهارية ...الخ.
- و في سنتي 1956/1957 أصبح قوقة مسؤول عام للقسم الثاني الناحية الثانية الولاية الثانية ( أولاد ابراهم ) ، و في هذه المرحلة عم التنظيم الثوري جميع المشاتي و الدواوير و أصبحت هياكل الثورة تهاجم و تنقض على المصالح و المرافق الاستعمارية الاقتصادية منها و العسكرية ، و في هذا الإطار خطط و نظم و ساهم في تنفيذ العديد من العمليات نذكر منها على سبيل المثال : حرق المزارع الفلاحية للمعمرين ، قطع أعمدة الهاتف ، تخريب الطرق و الجسور ، الهجومات العسكرية الليلية على بعض مراكز العدو .
- و في صيف 1956 و تحديدا بعد 20 أوت تطورت هيكلة الثورة و ظهر تقسيم جغرافي جديد ، و أصبح في كل دوار مجلس خماسي يدير مختلف شؤون سكان الدوار و عدد قليل من رجال الدرك و الشرطة لمساعدته ، كما تم أيضا توسيع النظام العسكري و مضاعفة أفواج جيش التحرير في ضوء تنفيذ مختلف قرارات مؤتمر الصومام ، و منها أيضا تجنيد الشباب و إيفادهم في شكل فرق و كتائب إلى تونس لجلب السلاح و الذخيرة من هناك ، و في هذه المرحلة كان للشهيد دور بارز.
- في أواخر شهر أكتوبر شارك البطل في مؤتمر إطارات الولاية الثانية التاريخية الذي انعقد بمشتى الجيزية بوادي الزهور ولاية سكيكدة .
- و في مارس 1957 شارك في الفيلق الأول للولاية التاريخية الثانية و شارك في كل معاركه التي خاضها هذا الفيلق ضد قوات العدو منها معركة مشاط ، كمين وادي زقار و كمين تاسقيفت .
- سنة 1958 رقي إلى رتبة مسؤول عسكري للناحية الثانية المنطقة الثانية الولاية الثانية ( الزان ) ، و في هذه المرحلة أيضا توسعت مهام و مسؤوليات الثورة و عرفت صعوبات كبيرة ، و بالرغم من ذلك صمد المسؤولون و المجاهدون و واصلوا نضالهم و مهامهم حتى النصر .
د ) ظروف و تاريخ استشهاده :
بوشاية من مواطنين ألقي عليهما القبض من طرف العدو و سيقا إلى مركزه بالقرارم يوم 22 مارس 1960 ، و كانا يعرفان أماكن تواجد المجاهدين في ( امزلمط ) ، و بعد استنطاقهما اعترفا له بأماكن تمركز المجاهدين بمشتى امزلمط مما سمح لقواته بشن هجوم مفاجئ حوالي الساعة الرابعة مساء من يوم 23 مارس 1960 محمولة جوا على متن الطائرات العمودية و معها العميلان الواشيان على المشتى و تحديدا في الضفة الغربية للوادي ، في حين طوقت الدبابات المشتى على الضفة الشرقية للوادي على الطريق المعبد .
و كان عدد المجاهدين و المناضلين المتواجدين بالمشتى خمسة ( 05 ) منهم أفراد موزعين على عدة منازل متباعدة عن بعضها البعض ، ثلاثة منهم مسلحون و الباقي من دون سلاح ، و عندما أحسوا بالهجوم و شاهدوا الطائرات العمودية تنزل عساكرها هنا و هناك بالمشتى خرجوا من منازلهم متفرقين في تجاه الشعاب و الوديان كل نحو ما يراه تحصنا و نجاة .
و كان عمار قوقة في منزل الخوضر ، و عند خروجه لاحظ أن إحدى الطائرات العمودية كشفته فأطلق عليها الرصاص و اشتبك معها ، و في هذه اللحظات كشفته أيضا الدبابات المتواجدة على الضفة الشرقية للوادي و أطلقت عليه وابلا من الرصاص فأصابته إصابات بليغة فسقط البطل شهيدا حاملا سلاح من نوع (ماص 56 ) و قد وصلت إليه القوات الراجلة و أخذت سلاحه دون أن تتعرف عليه أو تأخذ جثته كما استشهدت أيضا في نفس الهجوم و في أماكن أخرى من المشتى امرأتان إحداهما مناضلة اسمها نوارة بوقربوحة و الثانية بوقريط عائشة زوجة ازرارة لخضر ، أما المجاهدون و المناضلون الآخرون فقد انسحبوا سالمين .
عادت القوات المهاجمة إلى مركزها بالقرارم قبل غروب الشمس بقليل ، و عند وصولها تعرفت من خلال السلاح المأخوذ على اسم صاحب الجثة المتروكة ( عمار قوقة ) فعادت مسرعة للمرة الثانية محمولة جوا عند الغروب إلى امزلمط و حملت جثة الشهيد إلى القرارم أين عرضتها على المواطنين في ساحة البلدية ، سيما و أن هذا اليوم يوم إقبال المواطنين إلى السوق الأسبوعية ، و ذلك لترهيبهم و إفشال عزيمتهم و الحد من مناصرتهم للثورة . و في الأخير سمحت للمواطنين بحمل جثة الشهيد و دفنه بالمقبرة العمومية بالقرارم .
عقب الاستقلال أنشئت مقبرة خاصة بشهداء الثورة التحريرية المظفرة فنقل جثمانه إليها .
🇩🇿🇩🇿🇩🇿المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار.🇩🇿🇩🇿🇩🇿
تعليقات
إرسال تعليق