الشهيد: سعيدي جموعي
الشهيد سعيدي الجمعوي الملقب ب: مصطفى لكحل "نمر_باليسترو"
العقيد الشهيد "سعيدي جمعي" المعروف بـ: مصطفى لكحل و"نمر باليسترو"، أحد أبطال الثورة التحريرية لا يزال يصاحب سيرته الكثير من التعتيم والغموض، من مواليد 26 نوفمبر 1931 بمدينة عين البيضاء لأسرة متوسطة، زاول دراسته بالمدينة، ثم توجه إلى الجزائر العاصمة لمواصلتها، سافر منها إلى مصر سنة 1950 حيث تعرف إلى بعض المناضلين الجزائريين، ليلتحق بفرنسا ويقيم بباريس بداية من مايو 1952 وإلى غاية سنة 1953.
ألقي عليه القبض بعد عودته إلى أرض الوطن سنة 1954 بسبب رفضه تأدية الخدمة العسكرية الإجبارية الفرنسية، ليسجن على إثرها بسجن "بسنكون-Besencon"، أجبر بعدها على تأدية الخدمة الإجبارية بـ: "بلفور، الألزاس-Belfort, Alsace" ، مباشرة بدآ التعاون مع جبهة التحرير الوطني، وبحسبه الشهيد كان حاصلا على الشطر الأول من البكالوريا، ما أهله لإتقان استخدام المتفجرات والتعامل معها.
تمت إعادته إلى أرض الوطن بعد اندلاع الثورة التحريرية، وبالضبط إلى "Port Gueydon" (آزفون حاليا)، حيث ربط الاتصال مجددا بجبهة التحرير الوطني، في شهر نوفمبر 1955 وقع تمرد داخل صفوف القوات الفرنسية المتمركزة بآزفون أثناء إحدى عمليات التمشيط حيث سقط أزيد من أربعين قتيلا، الجيش الفرنسي قام مباشرة بتوقيف المتسببين في التمرد وهم: مصطفى لكحل، بورديم محمد ( ارتقى شهيدا في ميدان الشرف)، وعبد القادر لكحل.
الشهيد مصطفى لكحل تمكن من الافلات من قبضة الدرك الفرنسي والالتحاق بالقصبة، وبعدها منطقة "الأخضرية- باليسترو" حيث انضم إلى الكومندو الشهير لعلي خوجة.
كان على رأس الفوج المنفذ لكمين "باليسترو" الشهير بتاريخ 18 ماي 1956 الذي خسر فيه الجيش الفرنسي 23 قتيلا، كما كان نائبا لعلي خوجة في قيادة منطقة باليسترو (الولاية الرابعة). عرف بجسارة وشجاعة مشهودين، بسبب الدعاية الاعلامية المغرضة نقل "تحفظيا" بعد حادثة الكمين الشهير إلى تونس، حيث كلف بقيادة منطقة "فزّان" على الحدود الجزائرية الليبية بعد إنشائها سنة 1957، بعدها نال تكوينا بالكلية الحربية المصرية وتحرج برتبة رائد.
كان برفقة العقيد محمد لعموري فيما يعرف بـ"مؤامرة العقداء"، اعترفت له اللجنة الخاصة بقرار صادر بتاريخ: 13 يوليو 1970، على أساس الوفاة بدندان في تونس بتاريخ 29سبتمبر 1959.
والحقيقة أنه أعدم بمعية العقداء: لعموري، نواورة، وعواشرية بتاريخ: 16 مارس 1959 بمدينة الكاف التونسية بعد تحقيق تحت التعذيب ومحاكمة لا زال يشوبها الكثير من الجدل.
الرئيس الشاذلي بن جديد في خطوته الشجاعة التي أسس من خلالها للمصالحة مع الذات والتاريخ، ردّ الاعتبار لهؤلاء الرجال وغيرهم بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثلاثين لاندلاع الثورة التحريرية سنة 1984، حيث أصدر مرسوما يقضي برد الاعتبار، والعفو الشامل، عن المناضلين الجزائريين الذين صدرت بحقهم أحكام أثناء سنوات الكفاح المسلح، أو فيما بعد الاستقلال. حيث نص على: رد الاعتبار لكل مجاهد ومناضل في جيش وجبهة التحرير الوطني، توفي بسبب صعوبة الكفاح المسلح، أو نتيجة الضغوطات أو التعقيدات التي مرت بها الثورة، والتي قادته إلى متابعة أو محاكمة أو إعدام، شريطة أن لا يكون قد حمل السلاح ضد الثورة، أو انضوى تحت لواء العدو الفرنسي.
حيث تمت استعادة رفاتهم، وأقيمت لهم مراسم الدفن الرسمية في مربع الشهداء بمقبرة العالية ومنحوا أوسمة "الشهيد العقيد"، وقد جرى ذلك بحضور رئيس الجمهورية الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني وأعضاء المكتب السياسي والحكومة وكبار المسؤولين في الحزب والدولة وكذلك عائلاتهم وأقاربهم ورفقاء السلاح.
🇩🇿🇩🇿🇩🇿المجد و الخلود للشهداء الابرار 🇵🇸🇵🇸🇵🇸✌️
تعليقات
إرسال تعليق