الشهيد: جعفر محمد

#الشهيد : جعفر محمد 

ولد الشهيد "محمد جعفر بن بولنوار"، بمدينة الشارف بولاية الجلفة بتاريخ 23 ديسمبر 1910 من عائلة عريقة مناضلة و ثورية. تلقى تعليمه بمدرسة الذكور الإبتدائية بالجلفة ثم بالمدرسة الإكمالية ببوفاريك، لينجح بدرجة ممتاز في مسابقة الدخول إلى دار المعلمين ببوزريعة بالجزائر العاصمة (Ecole Normale) سنة 1925...


و بعد تخرجه من دار المعلمين، تم تعيينه بمدرسة الكاف بالبرواقية في الفترة ما بين سنتي 1932 و 1935، ثم مدرسا و معلما بمدينة الجلفة سنة 1935 بمدرسة الأمير عبد القادر Gustave Martin سابقا، ضنا منه الإستقرار و الإستمرار، حيث بدأ نضاله بغرس الروح الوطنية في نفوس التلاميذ و لم يستطع إخفاء إحساسه نحو وطنه بالكفاح من أجل تحقيق العدالة الإجتماعية ومؤمنا بالحرية.


شغل "محمد جعفر" منصب أمين مال جمعية قدماء طلبة دار المعلمين، و عضوا بلجنة المطاعم المدرسية كما جاء في سيرته الذاتية في الكتاب الذهبي للجزائر سنة 1937 و الذي احتوى أهم الشخصيات الجزائرية. أما في سنة 1936، فقد تم إيفاد لجنة تحقيق من طرف النائب الإستعماري "لاقروسيليير" تُنذر المعلم المناضل "محمد جعفر" مع تنفيذ النقل الإجباري الفوري في حقه من الجلفة بتهمة ممارسة السياسة. أين تم نقله عدة مرات ما بين المدارس إلى أن عُين بمدرسة بئر توتة بالجزائر العاصمة في أكتوبر 1959.


لم يثن النقل الإجباري عزيمته الفولاذية و لم يغير سلوكه نحو الواجب الوطني، بل زاده إصرارا على الإستمرار في النضال بشجاعة و حزم عاقدا العزم على المضي نحو درب الحرية التي كان يؤمن بها كما يؤمن بالله عوض الهروب أو التخلي عن القضية. فصمد و جابه الصعاب دون الاكتراث بالمخاطر و هي الشجاعة المثالية التي لازمته طوال حياته المهنية بتواز مع النضال السياسي حيث كان "مسبّلا" في المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني في الفترة مابين سنتي 1956 إلى غاية 1962.


و كان المعلم المناضل "محمد بن بولنوار" يقوم بصراع مزدوج ضد الجهل و ضد المستعمر، إلى أن ارتقى شهيدا أمام أعين تلاميذه تحت رصاص الغدر و الحقد للمنظمة الإرهابية "المنظمة المسلحة السرية" "O.A.S" في 26 جانفي 1962 على الساعة 08 و 40 دقيقة صباحا في ساحة مدرسة الذكور العناصر ببئر مراد رايس، التي كان مديرا عليها، و في الوقت نفسه تم إصابة أحد التلاميذ كان بجانبه برصاصة طائشة...


قدم الشهيد "جعفر محمد"، الذي حملت اسمه فيما بعد بعض المدارس الإبتدائية عبر الوطن، حياته فداء للجزائر حتى أنفاسه الأخيرة من عمره و أرتوت بدمائه و دماء أبطال الثورة و شهدائها الزكية شجرة الحرية.

🇩🇿🇩🇿🇩🇿المجد و الخلود للشهداء الابرار 🇩🇿🇩🇿🇩🇿


 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشهيدك أحمد بن دريميع -أحمد لمطروش-

الشهيد: مصطفى بن بولعيد

الشهيد: بوغرارة السعودي