الشهيد: علي بن النوي


 الشهداء يعودون

الشهيد: علي بن النوي يعود في ذكرى استشهاده


ولد الشهيد علي بن النوي (سي علي بن مسعود) سنة 1911 بمنطقة لروية بلدية أولاد سليمان ، دائرة بن سرور ولاية المسيلة حاليا ، من أبيه مسعود وأمه مرزاقة.

 التحق في صباه بمدرسة قرآنية بقرية مدوكال ولاية باتنة ، أين درس القرآن الكريم وتعلم مبادئ الدين الإسلامي الحنيف على أيدي مشايخ المنطقة ، وهو ما اتضح جليا في سيرته وسريرته إلى أخر يوم من حياته.  

ولما بلغ سن الرشد استُدعي كباقي أقرانه الجزائريين لأداء الخدمة العسكرية الإجبارية سنة 1932، وامتدت تجربته العسكرية في الجيش الفرنسي لمدة ناهزت 13 سنة لغاية 1945.

تعرف على رجال كثر من الوطنيين خلال فترة تواجده بباتنة وتبسة وقسنطينة التي ربط فيها اتصالاته بجمعية العلماء المسلمين وحركة انتصار الحريات الديمقراطية.

وعند اندلاع الحرب العالمية الثانية ، شارك فيها علي بن مسعود مجندا في صفوف الجيش الفرنسي متقلدا رتبة مساعد "ADJUDANT"، وحضر وقائع معركة كاسينو الشهيرة ، وقد اكتسب من هاته الحرب خبرة عسكرية ميدانية واسعة ، 

وقد كان لأحداث الثامن ماي الأثر البالغ في نفسية الشهيد لِما كان يعانيه شعبُه من حرمان وفقر واضطهاد مما دفعه إلى أن يقرر الانسحاب من الخدمة العسكرية.

 

عرف عنه تعلقه الشديد بالمبادئ الإسلامية و حب الأرض منذ الصغر ، حتى أشتهر بين أهله وعشيرته بالمصلح الديني . 

وقد تخلى عن رتبته وراتبه طوعا رافضا الانتساب إلى جيش يقتل بني جلدته ، وعاد بعدها إلى مسقط رأسه عسكريا محنكا ، ولكن البركان الثائر بداخله حال دون توقفه عن النشاط ، فنداء الوطن المحتل أسمى مما عرض عليه من مال و منصب ، عاد حاملا معه مشروعا لمواكبة الأحداث السياسية وتنشيط منطقته البدوية في الحركة الوطنية ، فجمع بين أفكار الإصلاح والثورة ، فبدأ على حسب ما تجمع الشهادات بنشر أفكار جمعية العلماء المسلمين، كان يؤم الناس للصلاة ويدعوهم للتعلم والتضامن والوحدة، وذهب البعض إلى تأكيد قيامه بجمع التبرعات لصالح جمعية العلماء لصرفها في الأعمال الخيرية ، ويبدو أنه انضم تحت لواء جمعية العلماء المسلمين وعمل في ركابها من خلال ارتباطه بأقطاب الجمعية النشطين بالمنطقة ، ليدخل بعدها في العمل السري بالشرق الجزائري مناضلا مرة في جمعية العلماء المسلمين و أخرى في حركة انتصار الحريات الديمقراطية ليصبح مناضلا بارزا فيها لعب دورا مهما في صفوفها .

بعد سنوات من النشاط الإصلاحي برز علي بن النوي في منطقة بن سرور إماما ومربيا ، جمع حوله إعجاب الناس وكلمة الأعراش ، فأصبح مرجعا للاستشارة والفتوى والإصلاح بين الناس، وكان يشرف على مجلس أعيان العروش وأصبح يتولى القضاء والبت في الخلافات والنزاعات بين الناس.

تميزت سيرته أواخر الأربعينات بالسرية و التكتم ، و عرف بكثرة رحلاته الطويلة و غياباته المتكررة في الفترة الممتدة من 1946 إلى 1954 ، متنقلا بين باتنة و سطيف و قسنطينة ، وذلك لربط العلاقات مع المناضلين والتحضير الجدي للعمل المسلح ، وكان دائما على اتصال و تواصل مع مخططي الثورة ومن أهم الشخصيات الذين اتصل بهم مصطفى بن بولعيد و الذي أوفد له لاحقا الخلية الأولى من طلائع جيش التحـرير الوطني ليستقبلهـا الشهيد في بيته ، و بذلك يُعدّ الشهيد علي بن مسعود أول من مهد للثورة بالمنطقة .

لقد برز دور الشهيد علي بن مسعود مجددا في هاته المرحلة كقائد للتعبئة الشعبية ، من خلال حشد و استنفار الشعب بمختلف فئاته و إقناعه للالتحاق بالثورة ، فاتصل بكل من يثق بهم في المنطقة و عين اللجان المختلفة لاحتضان الثورة و قام بجمع ما توفر من الأسلحة ، وما إن وطأت طلائع جيش التحرير الوطني أرض المنطقة حتى وجدت الأجواء مهيأةً و الطرق معبدة والجهود مكثفة و متكاتفة . 

       كان لاندلاع الثورة التحريرية صدى واسعا في مختلف ربوع الوطن ، وفي بن سرور تناقلت الناس أخبار الثورة ومعاركها في الأوراس مهد الثورة ، ومنذ اليوم الأول أدرك علي بن مسعود أن مصيره مرتبط بهاته الثورة ، وقبل ارتباطه بها في النصف الثاني من عام 1955 استعد لاحتضانها ، فازدادت نشاطاته كثافة وتواصلت جهوده بين بوسعادة و بن سرور و مدوكال في تكوين الخلايا وإعداد وتهيئة المراكز في الجبال وحفر الخنادق واختيار الأمكنة ، وكان يُبرّر ذلك للمقربين منه بالقول : "يجب ألا تجدنا الثورة دون تحضير" .   

وفعلا بمجرد اتصال الثورة بالمنطقة وجدتها على أتم الاستعداد لمباشرة العمل المسلح، فكانت وجهة أولى طلائع جيش التحرير الوطني لمسكن سي علي بن مسعود ، استقبلهم في"وادي الأروية" ، ثم رافق الطليعة إلى الجبل المجاور "شعبة الخرزة" ولم يسمح لأحد الاقتراب منهم وكان يحمل إليهم الأكل بنفسه ، ولا يعلم أهله عنهم شيئا سوى أنهم "ضيوف" كما سماهم .

انقطعت اتصالاته عن أهل بيته في تلك الفترة ، ولم يكونوا يرونه إلا لإحضار الطعام الذي جند أهل بيته وجيرانه في إعداده ، وبسرعة انتشرت المجموعات وتضاعف عددها ، ما اضطره لإخلاء مسكنه الذي بناه حديثا من الحجر و الطين ، و خصصه لاستقبال المجاهدين و حوله لمكتب ليلي دائم بعد أن أسكن عائلته في خيمة نصبها لهم بجانب المسكن الحجري.   


لم تسمح له القيادة بالتجنيد في البداية و فضلت الاستعانة به في تهيئة الوضع و بث الأفكار و تكوين اللجان والخلايا و جمع الأسلحة، نظرا لما كان يتمتع به من تكوين وإطلاّع.


 

بذل الشهيد علي بن مسعود جهدا جبارا في إنشاء شبكة خلايا جبهة التحرير في مناطق بن سرور و بوسعادة وعُيّن مسؤولا عنها وعن شبكات الاتصال والتموين ، فقام بجمع عدد معتبر من بنادق الصيد كلما حل على عرش إلا ويجمع من ثلاثة إلى ستة بنادق ، وتمكن في غفلة من الفرنسيين في جمع عدد من بنادق الصيد كانت الثورة في أمسّ الحاجة إليها ، خاصة وأن أعراش المنطقة كانت تحوز الكثير منها .

وفي غمرة المهام الجسورة وعندما كثّف من لقاءاته وتحركاته صار محط أنضار العدو وعيونه ، وانتبهت السلطات الفرنسية أن علي بن مسعود أصبح محل شبهة ، فبادرت إدارة الاحتلال إلى اختباره وعرضت عليه العمل في صفها ، وبحكم خبرته العسكرية ورتبته السابقة عرضت عليه إدارة الاحتلال مناصب مرموقة في جيشها بمدينة بسكرة و باتنة ، لكنه امتنع وأصر على رفض إغراءاتهم ، وبذلك صار محل مراقبة ومضايقة لكل تحركاته ، إلى أن وصلت وشاية للعدو تفيد أنه على اتصال مع المجاهدين و أنه يجند الشباب ، فحشد العدو قواته و خرج يتتبع أثر الشهيد بدباباته وطائراته الاستكشافية باتجاه بيت الشهيد الذي تفطن لقدوم قوات العدو باتجاه مسكنه ففر ممتطيا فرسه بعيدا عن الأنظار .


و من يومها التحق الشهيد علي بن مسعود بإخوانه في الجبل أين تم تعيينه قائدا على فرقتين من المجاهدين ثم أرسل له فرقة ثالثة قدمت من الأوراس.


وكان لاحتكاك علي بن مسعود بالرعيل الأول للثورة في المنطقة من أمثال الحسين بن عبد الباقي و سي الحواس و السعيد بن الشايب و كثير من المخلصين الأوائل إضافة هامة في تجربته النضالية ، وعرف عنه منذ التحاقه و توليه مسؤولية قيادة الجهة كثافة النشاطات سياسيا وعسكريا ، فقد كان كثير التنقل بين المداشر والأعراش في فيافي الصحراء الواسعة لربط اتصالها وتواصلها مع الثورة ، وكان يفضل في جولاته جمع الناس والخطابة فيهم لحثهم على التماسك والوحدة وخدمة المصلحة الوطنية والتضحية من أجل الثورة ، وتميزت خطاباته بأسلوب مؤثر .   


تحصن القائد علي بن مسعود مع وحداته في الجبال النائية ، وبدأ في تكوين وتدريب مجموعات من الجنود، واستطاع في فترة قصيرة أن يجند عشرات المجاهدين وأن يجعل من منطقة جنوب الحضنة قاعدة استراتيجية للثورة، ما جعل قادة الصحراء يعجبون بصنيعه ، كانت منطقة نفوذه تمتد من مدوكال إلى بوسعادة، وتشمل تجمعات سكانية هامة ومناطق إستراتيجية حصينة من امحارقة الى الدخان و الميمونة و مقسم لعمور و بوزكرة، ولم تلبث أن أضحت هاته المنطقة مراكز لقيادة الولاية السادسة فيما بعد. 

بفضل سلوكه المتميز الذي كان محل إشادة الجميع ، اختاره سي الحواس عضوا لأول لجنة قضاء بالمنطقة ، يذكر انه رغم تميزه بالانضباط التام كقائد للجيش إلا أنه كان حريصا على تعميم النظام بالتربية لا بالزجر ، لقد كان بحكم تدينه بمثابة الإمام بين جنوده ، يؤمهم للصلاة وينصحهم مرارا على التمسك بالأخلاق الفاضلة ومبادئ الدين والمعاملة الحسنة ، فقد حرص على توجيه جنوده أن يكونوا في جهادهم قدوة حسنة أمام شعبهم ، ولعل ذلك هو الذي أسهم في ارتفاع شعبية وانتشار الثورة بالمنطقة واحتضانها شعبيا . 


 خلال شهر فيفري 1957 ترأس الضابط الثاني سي الحواس إجتماع بمنطقة "خنق العتروس" بجبل بوزكرة ، وفيه تقرر ترقية سي علي بن مسعود لرتبة ملازم ثاني قائدا للناحية الثالثة "بوسعادة" .

وقد ضم مجلس المنطقة كل من :

                - قائد المنطقة حمودة أحمد بن عبد الرزاق سي الحواس برتبة ضابط ثاني.

                 - يحى لعبيد برتبة ضابط أول عسكري.

                 - بن الشايب السعيد برتبة ضابط أول سياسي .

                 - بن مزيطي عبد الله برتبة ضابط اتصال و الأخبار.


- ثانيا : النواحي : وتنقسم إلى ثلاثة نواحي على النحو التالي :


01 - الناحية الأولى "مشونش". 

              - قائد الناحية : الملازم الثاني الصادق بوكريشة.  


02 - الناحية الثانية " بسكرة " ويتكون مجلسها من :     

              - قائد الناحية : الملازم الثاني نور الدين مناني.                                                                  

             - الملازم الأول العسكري محمد السبع. - - الملازم الأول السياسي علي ماضي.

             - الملازم الأول الإخباري عبد الحميد خباش. 

           * المساعدون : الحفناوي علوي و محمود بن البدري و عمر صخري.


03 - الناحية الثالثة " بوسعادة " ويتكون مجلسها من :

         - قائد الناحية : الملازم الثاني بن النوي علي بن مسعود.

         - الملازم الأول العسكري مخلوف بن قسيم. - - الملازم الأول السياسي محمد شعباني.

         - الملازم الأول الإخباري أحمد حشايشي. 

*المساعدون : طيباوي علي مهيري و روينة محمد قنتار و عبد القادر الذبيح.


       أسندت لعلي بن مسعود مسؤولية الناحيه الثالثة الشمالية ، وتشمل ما اصطلح على تسميته بمنطقة بوسعادة وتضم كل من "بوسعادة وحواضرها المحيطة من مجدل شمالا إلى الشعيبة جنوبا ومن مدوكال شرقا إلى حدود الجلفة غربا" ، في هاته المرحلة واصل القائد علي بن مسعود مشواره الحافل في التنظيم السياسي و العمل العسكري وقد خاض العديد من المعارك ببوسعادة و جنوب الحضنة و شمال الزعاطشة ، منها اربعة معارك في جهة محارقه و خمسه بجهة جبل الميمونة و 12 معركة بجهة الزعفرانية وعدد من المعارك بجبل امساعد.


   بعد استشهاد العقيد سي علي ملاح، بدأ التفكير في الولاية السادسة مرة ثانية في ماي 1958 عندما ذهب سي الحواس إلى تونس ، وعاد منها برتبة رائد لكنه بقي مسؤول منطقة .

 حينها تشكلت الولاية السادسة من جديد ولكن لم يعلن عليها إلا في أوت 1958 ، بعد عودة سي الحواس من تونس برتبة صاغ ثاني ( عقيد ) مسؤولا على الولاية السادسة ، وأعلن على تشكيل الولاية السادسة وعودة تقسيم المناطق من جديد و توزيع الإطارات باسم الولاية السادسة ، وتم اللقاء و الإعلان في قلب العرعارة بجبل ميمونة قرب وادي شعير .

وقد تشكلت كمايلي:

1- المنطقة الأولى : تضم مناطق قصر البخاري و عين بوسيف و ديرة و سور الغزلان و التي كانت سابقا تابعة للولاية الرابعة .

2- المنطقة الثانية : تضم مناطق الجلفة ، تقع تحت محور بوسعادة و الجلفة جنوبا وطريق لاروكاد شمالا و التي كانت تحت مسؤولية الولاية الخامسة إضافة إلى مناطق ولاية الاغواط

3- المنطقة الثالثة : تضم بوسعادة ، عين الملح و جنوب الجلفة و غرداية .

4- المنطقة الرابعة : تضم بسكرة والوادي وتقرت وورقلة .


وتشكل مجلس الولاية السادسة كالآتي :  

  - سي الحواس احمد بن عبد الرزاق قائدا الولاية برتبة عقيد .

 - عمر إدريس رائدا ونائبا عسكريا .

 - الطيب الجغلالي رائدا ونائبا سياسيا .

 - محمد العربي بعرير رائدا اتصال وإخبار . 


و تضمن محضر تنصيب مجلس الولاية السادسة ، تعيين قادة المناطق الأربع وهم :

 - محمـد بلقـاضي قائدا للمنطقة الأولى برتبة نقيب . 

 - محمـد لغريسي قائدا للمنطقة الثانية برتبة نقيب .

 - عبد الرحمان عبداوي قائدا للمنطقة الثالثة برتبة نقيب

 - علي بن مسعود قائدا للمنطقة الرابعة برتبة نقيب .


 على إثر التقسيم الجغرافي الجديد و ضم المنطقة الأولى ( البرواقية و قصر البخاري ) إلى الولاية السادسة ، وهي المنطقة التي كانت تحت وصاية الولاية الرابعة ، والتي كانت تختلف عن الولاية السادسة في جوانب شتى سواءٌ في نضامها أو في تسييرها بل حتى في طبيعتها ولإدماجها بالولاية السادسة لا بد من مواجهة تحديات كثيرة وصعوبات شتى ومادام الأمر بهذه الصورة فإن الوضع يتطلب إسنادها إلى قيادة حكيمة تواجه وتعالج كل العراقيل فلم يجد العقيد سي الحواس من هو أجدر بهذه المهمة ولا أنسب لها من الشهيد بن النوي علي بن مسعود حيث عينه على رأسها بصفة مؤقتة اثر لقـاء جرجرة (بني وڨاڨ) في سبتمبر 1958 و في مطلع 1959 تم ترسيم تعيين علي بن مسعود قائدا للمنطقة الأولى بصفة رسمية .

 وعموما فقد تشكل مجلس المنطقة المستحدثة على النحو التالي:

- عــلي بن مسعود قائد المنطقة برتبة ضابط ثان .

- الحاج بن عيسى برتبة ضابط أول سياسي .

- شعبان لاصيان برتبة ضابط اول عسكري .

- رشيد الصايم برتبة ضابط أول اخباري .


 أظهر علي بن مسعود نشاطا واسعا يتابع وضع الكمائن المحكمة و تخطيط المعارك الناجحة ، وحقق نجاحات كبرى جعلت سكان المنطقة الممتدة من مدوكال الى الاغواط غربا و من بوسعادة الى الزعاطشة جنوبا يحتفـون بها و يمجّدون بطولات علي بن مسعود ، و كانت شخصية القائد الفذ تقف بلا شك وراء نجاح تلك المعارك فهو كان يضع الخطط المحكمة للانقضاض على قوات العدو و يدرس بمهارة كيف يخرج من المعارك منتصرا .  


خاض علي بن مسعود عشرات الكمائن و المعارك ، مكنته خبرته و حسن تخطيطه من تحقيق الانتصارات و إلحاق الهزائم بقوات العدو ، و قد بادر في بداية الأمر بشن هجمات على مراكز القوات الفرنسية الجديدة و منها مركز الشعيبه مما دفع بالإدارة الفرنسية إلى سحبها و تجميعها في مراكز المدن ، و في مرحلة تالية بدأ يخطط لمهاجمة هذه المراكز الكبرى الواقعة في المدن ، و هو ما يمثل نوعا من التحدي ، الأمر الذي جعل القوات الفرنسية تستنفر قوات ضخمة لرفع التحدي و تمشيط المنطقة. 


أهم المعارك والعمليات :

* العملية النوعية بمركز العدو في ( رسوطة- طولقة) 07 أفريل 1956 :  

         جائت على إثر إتصال سرّي قاده الصادق جغروري مع بعض القومية "27 مجندا جزائريا" في صفـوف جيش الإحتلال بمركز رسوطة في ضـواحي طولقة قصد التحاقهم بجيش التحرير ، وقد تمت العملية بنجاح حيث خرج المجندون وقائدهم في أسرهم و اتصلوا بالمجاهدين ، وهم يحملون معهم كل عدتهم وعتادهم وأسلحتهم و كل المؤونة المخزنة بالمركز و حملوها على ظهور الجمال والتحقوا قبل الفجر بإخوانهم بجبل ( لعروسين) ، و قاد المجندين الجدد الشهيد علي بن مسعود وتوجه بهم بأسلحتهم وعتادهم إلى جبل بوزكرة بأولاد سليمان .


* الهجوم مركز العدو بالشعيبة جوان 1956 :  

           تمثلت العملية في هجوم مباغت عند الغروب أثناء إنزال العلم ، هذا الهجوم الناجح أدى إلى قتل جميع العساكر أمام سارية العلم ، و يتساقط العساكر تباعا و يسقط معهم العلم الفرنسي 


 * " معركة الدخان 10 نوفمبر 1956 : 

جاءت نتيجة حملات التفتيش التي يقوم بها العدو في المنطقة ، شاركت فيها وحدة من جيش التحرير تحت إشراف القائد العام سي الحواس وبحضور أغلب إطارات المنطقة آنذاك، من بينهم السعيد بن الشايب و علي بن مسعود و محمد عبداوي وغيرهم ، تكبد فيها العدو خسائر معتبرة في الأرواح وجرح المجاهدان : علي بن بوزيد و الحملاوي الهاني ، وبحلول الليل انسحبت وحدة جيش التحرير بسلام ، وبالموازاة كان عبد السلام المغربي في طريقه لفك الحصار عنهم لكنه وصل متأخرا و كشفت قوات العدو تحركاته ، ومع حلول الفجر اندلعت معركة أخرى دارت رحاها بجبل الشديدة على وحدة عبد السلام و كانت معركة ضارية ولكنهم أبلوا البلاء الحسن و كبدوا العدو خسائر جسيمة في الأرواح ، واستشهد من جيش التحرير ثمانية مجاهدين وأسر 16 مجاهدا من بينهم قائد الوحدة عبد السلام المغربي.


* معركة الزرقة 05 فيفري 1957 : 

جاءت إثر اجتماع موسع دعا إليه سي الحواس، وقد علمت سلطات الاحتلال بأمر الاجتماع ، فحشدت قوات ضخمة تجاوزت 1500 عسكري بمدفعية وآليات بلغ تعدادها 400 شاحنة و 40 طائرة ، وبلغ تعداد وحدات جيش التحرير 140 مجاهدا بحضور إطارات بارزة من بينهم علي بن مسعود و عمر صخري و محمد روينة قنتار و علي مهيري و المسؤول العسكري للجهة عامر ميهوبي ، دامت المعركة لغاية غروب الشمس وأسفرت عن 50 قتيلا في صفوف العدو ، و 17 شهيدا في صفوف جيش التحرير وأسر المجاهد عامر ميهوبي قائد فرقة الجهة ومهيري محمد وشطة محمد وآخرين . 


* علي بن مسعود و جيش بلونيس العميل :

لقد كانت منطقة جنوب الحضنة التي يشرف عليها علي بن مسعود واسعة جغرافيا ومهمة استراتيجيا ، فهي تمتد من جنوب الحضنة الى شمال الزيبان وشرقا من مقسم لعمور ببسكرة الى مجدل ، فهي منطقة وسطى بين الولايات وتضم سلسلة جبلية هامة ومتنوعة من جبل الزرقة إلى الزعفرانية المتميزين بغطاء نباتي كثيف إلى الميمونة والدخان و مقسم لعمور و بوزكرة وصولا لمحارقة ، وهي نفس الرقعة التي أصبحت فيما بعد مقرا للقيادة العامة بالولاية السادسة ورئتها التي تتنفس منها ، وبسبب هذه الأهمية لجأت إليها الحركة المصالية لتستقر بمثلث الجلفة و بوسعادة و مسعد في بداية توسع جيش بلونيس ، لتنحصر رقعة بلونيس فيما بعد في دار الشيوخ وضواحي الجلفة و شمال سيدي عامر و جنوبا مسعد ، بعد أن قام علي بن مسعود بمطاردة فلوله من منطقته وتطهير المنطقة من أتباعه.


 إذا كان الشهيد قد رمى بكل ثقله لتصفية المنطقة من الخونة المندسين والعملاء الذين باعوا ضمائرهم للاستعمار فكانت العملية أكبر من مجرد عملاء وأخطر من مجرد خونة، لقد وقف الشهيد على حقائق مرة حينما أدرك أن اتصالات ومشاورات تمت بين قادة كبار وبين قيادات من جيش الاحتلال الفرنسي تحت الشعار الديغولي (سلم الشجعان)، وأن المؤامرة هذه تهدف إلى ما زعم أنه الاستقلال الداخلي، وقد راح الشهيد علي بن مسعود ضحية إحباطه وكشفه لهذه المؤامرة اثر قيام سي صالح بتاريخ 17 ديسمبر 1959 بإغتيال البطل علي بن مسعود خارج الأطر الشرعية للثورة.

 🇩🇿🇩🇿🇩🇿المجد و الخلود للشهداء الابرار 🇵🇸🇵🇸🇵🇸✌️











تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشهيدك أحمد بن دريميع -أحمد لمطروش-

الشهيد: مصطفى بن بولعيد

الشهيد عيدوني احمد