الشهيد: ثامر بن عمران


 الذكرى 63 لإستشهاد الملازم بن عمران ثامر

 14 جوان 1959/ 2022.


   ولد ثامر بن عمران سنة 1931 بدوار أولاد أم هاني بلدية القديد دائرة الشارف ولاية الجلفة من أب إسمه العيد وأمه فطوم لبوخ في وسط ريفـي يمتهن الفلاحة وتربية المواشي، درس القرآن ومبادئ القراءة والكتابة على يد الشيخ رقاب سي بن حمزة فــي سـن مبكرة، انتقل مع أسرته إلى مدينة الجلفة وعاش فيها فترة ثم غادرها مع أخيه قدور إلى مدينة الجزائر بحثا عن العمل وعملا في مصنع للزيوت بميناء العاصمة ثم عاد إلى مدينة الجلفة مع مطلع الخمسينات.

ونظرا للظروف الاجتماعية القاسيـة التي كان يعيشها الشعب الجزائري آنذاك قرر أن يقتحم الحياة العسكرية لأنها كانت المنفذ الوحيد للشباب الجزائري العاطل عن العمل، شارك في حرب الهند الصينية في أوائل الخمسينات واكتسب خبـرة في فنون الحرب خاصة حرب العصابات.

بعد انسحاب جيوش فرنسا إثر هزيمة ديان بيان فو الشهيرة عـاد إلى المغرب واستقر بإحدى الثكنات التابعة للجيش الفرنسي بمدينة القنيطرة بالمغرب.

ونظرا لحسه المرهف وما اكتسبه من وعي سياسي وعسكري واختلاطه بجنـود من جنسيات مختلفة ناهيك عن الحملات الدعائية التي كانت تتسرب في أوساط عساكر الجيش الفرنسي حينما كان مرابطا بالهند الصينية من طرف مخابرات الفيتنام والتي كانت تحثهم على مقاطعة هذه الحرب التي لا تعنيهم والعودة لتحرير بلدانهم المستعمرة، جعله يفكر في قضية استقلال بلاده.

في بداية شهر مارس 1956 حسم أمره بضرورة الالتحاق بصفوف الثورة فأخبر زملاءه المقربين منه الذين يحملون نفس الأفكار ففروا ضمن مجموعة من 100 فرد تبعتها مجموعات أخرى بمعية احد المغاربة الذي سهل لهم عملية الفرار لكونه ابن المنطقة، وتمكنوا من الوصول إلى الحدود الجزائرية متنكرين في زي عمال.

اتصلوا بقيادة الولاية الخامسة ومنها التحقوا بالناحية الجنوبية التابعة للولاية الخامسة تحت قيادة سي لطفي في تاندرارة الواقعة بين العين الصفراء ولبيض سيد الشيخ.

شارك سي ثامر مع رفاقه والجيوش المرابطة بالمنطقة في معركة الشوابير بجبل القعدة ناحية أفلو في خريف 1956.

ثم تحـول إلى المنطقة السابعة التابعة للولاية الخامسة جنوب تيارت، وشارك هناك في خوض عدة معارك واشتباكات.

إلتحق ثامر بن عمران بمنطقة العمليات رقم 9 التابعة للولاية الخامسة ومكث فترة برفقة الملازم شكيب والمجاهد أحمد زرزي مسؤولي الكتيبة المرابطة بقعدة القمامتة من بداية سنة 1958 إلى غاية شهر جوان من نفس السنة حيث قرر الالتحاق بقيادة الولاية السادسة بجبل امساعد بعد إعادة هيكلتها فكان له لقاء مباشر بالعقيد سي الحواس الذي حمله رسالة إلى نائبه الرائد عمر إدريس بالمنطقة الثانية بجبل مناعة وفور وصوله شارك في عدة عمليات ومعارك ضد الخونة والاستعمار نذكر منها معركة قلتة الرمال الشهيرة التي جرت أحداثها في شهر أوت 1958 وحملات التطهير ضد الخونة بمناعة وقعيقع وبحرارة وزاقز وكذلك مشاركته في معركة العريعيرة بمناعة ضد الاستعمار.

نال الشهيد ثامر بن عمران ثقة مسؤوليه خاصة لما أظهره من بسالة في القتال لذا لم يتردد الشهيد عمر إدريس في تعيينه كمسؤول أول على رأس الناحية الثانية في اجتماع جحيمو في نهاية شهر ديسمبر سنة 1958 والمبينة حدودها بخط سكة الحديد المار بمدينة الجلفة وتتجه غربا إلى غاية حدود الولاية الخامسة وقد خاض الملازم الثاني سي ثامر عدة اشتباكات ومعارك مطلع سنة 1959 لتطهير الناحية من جماعات بلونيس وبسط نفوذ جيش التحرير بالناحية الثانية وقطع الطريق أمام المتشككين والمترددين ورفع معنويات المناضلين المخلصين للثورة.

في إطار الملاحقة اليومية لعناصر بلونيس توجه فوج من المجاهدين تحت قيادة الملازم الأول الطيب برحايل إلى ناحية الإدريسية وقد وقع اشتباك بناحية سـردون تحـول فيـما بعـد إلى معركة مع الجيش الفـرنسي المدعوم بالطيران والمدفعيـة تكبد فيها العـدو خسائر معتبرة، ونظرا لكون ميدان المعركة غير مناسب فقد كانت خسائر جيش التحرير مرتفعة: 40 شهيدا على رأسهم قائد الكتيبة الملازم الطيب برحايل.

على إثر هذه النكبة التي أصابت الناحية الثانية انتقل سي ثامر بن عمران رفقة أفراد قلائـل من جنوده إلى مركز قبر الحاشي الواقع بحدود الولاية الخامسة ويعتبر مركز عبور وملجأ صحيا، وبعد استراحة قصيرة قفل عائدا رفقة كاتبه وحارسه وثلاثة جنود مصابين كانوا بالملجأ المذكور تخلفوا عن الأفواج القادمة من الحدود الغـربية، وتوجهوا إلى ناحية الشايفة شمال غرب الإدريسية ونزلوا في الثلث الأخير من الليل بمخيـم هناك وعند طلوع النهار شاهدوا غبارا من ناحية المدينة ولم يمض إلا وقت قصير حتى ظهـر فرسان القومية يتقدمون ناحية المخيم، فشرع سي ثامر في الاستعداد للمواجهة رفقة كاتبه والجنود المصابين بدون أسلحة، اقترب العدو ونادى قائد القومية يطلب الاستسلام ورمي السلاح فرد عليه سي ثامر بإطلاق النار وعندها أمطروا الخيمة بوابل من الرصاص أصيب سي ثامر بإصابة قاتلة على مستوى أسفل البطن كما جرح باقي أفراد المجموعة بإصابات متفاوتة الخطورة ونقلوا إلى ثكنة الإدريسية ثم إلى مستشفى مدينة الجلفة وكان هذا الأمر مدبرا إثر وشاية وخيانة.

أما سي ثامر فقد فاز بالشهادة وفاضت روحه الطاهرة إلى بارئها يوم 14 جوان 1959 حيث دفن هناك وأعيد دفن رفاته بمقبرة الشهداء بالإدريسية في حفل مهيب يوم 05 جويلية 2002 بمناسبة الذكرى الأربعين لعيد الاستقلال والشباب.

🇩🇿🇩🇿🇩🇿المجد والخلود الشهداء الابرار 🇩🇿🇩🇿🇩🇿





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشهيدك أحمد بن دريميع -أحمد لمطروش-

الشهيد: مصطفى بن بولعيد

الشهيد عيدوني احمد