الشهيد: طالب عبد الرحمن
#الشهيد : طالب عبد الرحمن
كيميائي ثورة التحرير المباركة …. الذي قال جملته الشهيرة و هو أمام المقصلة ، بسجن بربروس :
"من أجل وطني …. من أجل مثلي الأعلى …. من أجل شعبي .. الموت تضحية رائعة".
ولد البطل طالب عبد الرحمن يوم 5 مارس 1930 بشارع سيدي رمضان بالقصبة ، في قلب العاصمة ، وسط عائلة بسيطة ، درس في سوسطارة أين التقى بالأستاذ محند ليشاني ، الذي أثر كثيرا في مشواره ، ثم بمؤسسة ڨيلمان ( ثانوية عقبة حاليا ) بباب الواد ، أين تعرض للتهميش و العنصرية بسبب أصوله المتواضعة ، مما أجبره على مغادرة المدرسة العمومية ، و الإلتحاق بالمدارس الخاصة لمواصلة دراسته ….. كان البطل ذكيا جدا و عبقريا ….. و يتميز بإرادة كبيرة … مكنته من مواصلة دراسته رغم كل العقبات
تحصل البطل على شهادة الباكالوريا ، التي اجتازها كمترشح حر ، و التحق بكلية الكيمياء بجامعة الجزائر ، في سنة 1956 إلتحق البطل بالثورة بمنطقة ازفون بعد نداء جبهة التحرير للطلبة الحزائريين ، أين كلف البطل بصناعة المتفجرات و القنابل ، لكن سرعان ما استدعته القيادة للعاصمة، بعد العملية الإرهابية التي نفذتها منظمة اليد الحمراء ، المكونة من أنصار الجزائر الفرنسية ، يوم 10 أوت 1956 بالقصبة ، التي خلفت 80 قتيلا ، قررت جبهة التحرير الوطني الرد على جرائم الفرنسيين باستعمال نفس السلاح : صناعة المتفجرات و القنابل و استهداف رموز المستعمر الفرنسي و مصالحه …… فأوكلت للبطل القيام بذلك ، أنشأ الشهيد ورشة سرية لصناعة القنابل بطرق تقليدية ، رفقة زميله رشيد كاوش ، في فيلا روز بالأبيار ، لكن انفجارا وقع بالخطأ إثر شرارة ، يوم 11 أكتوبر 1956 ، أدى إلى استشهاد البطل رشيد كاوش ، و اكتشاف الورشة من طرف الجيش الفرنسي ….
الحادث أجبر البطل طالب عبد الرحمن على الهروب من العاصمة، حيث كان محل بحث من طرف القوات الفرنسية ، و التحق بجبال الشريعة بالبليدة ، أين واصل مهامه في صنع القنابل و كان أحد أبرز رموز معركة الجزائر ، يوم 5 جوان 1957.
اعتقل البطل بأعالي البليدة ، أذاقه الاستعمار أشد أنواع التعذيب، والتنكيل ولم تتحصل السلطات الاستعمارية على أية معلومات حيث تحمل الشهيد مسؤولية كل العمليات والاغتيالات التي إستعملت فيها القنابل.
يوم 7 ديسمبر 1957 صدر في حقه الحكم بالإعدام رفقة الأبطال جميلة بوحيرد ، جميلة بوعزة و عبد الغني مرسالي ، رغم مساعي المثقفة و الباحثة الفرنسية جيرمان تيليون لإلغاء حكم الإعدام في حق المجاهدين ، تيليون التي كانت أيقونة المقاومة الفرنسية ضد الألمان ، و التي عاشت لست سنوات كاملة في قلب جبال أوراس وسط عرشي آيث عبد الرحمن و آيث ملكم ( شمال بسكرة حاليا ) أين أتقنت الشاوية ، و أحبت الجزائر من أعماق قلبها ….
قرر الفرنسيون إعدامه يوم 24 أفريل 1958 ( فجرا )، أمام المقصلة جاء الفرنسيون بأحد الجزائريين لكي يلقن الشهادتين للبطل طالب عبد الرحمن ، فقال له البطل جملته الخالدة :
خذ سلاحا و التحق بالجبل …..
ثم أضاف : من أجل وطني …. من أجل مثلي الأعلى …. من أجل شعبي ..الموت تضحية رائعة
استشهد البطل في سن 28 سنة … في زهرة العمر …. و أصبح مثلا للشاب الجامعي المثقف الذي ضحى بحياته في سبيل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة …. اليوم تحمل الإقامة الجامعية ببن عكنون اسمه ، و بعض الشوارع و المؤسسات …. لكن القليل منا من يعرف سيرة هذا البطل الكبير ، مثل الكثير من أبطال ثورتنا التحريرية المنسيين…..
رحمه الله تعالى و جزاه عنا خير الجزاء … رجال ماتوا من أجل أن تحيا الجزائر ….. و إنا على نهجهم بإذن الله سائرون
🇩🇿🇩🇿🇩🇿المجد والخلود للشهداء الابرار 🇩🇿🇩🇿🇩🇿
تعليقات
إرسال تعليق