الشهيد: حميدي بولنوار
الشهيد : حميدي بولنوار
کسائر من كرة الوجود الفرنسي، مسلما بالنزعة العقائدية والوطنية التي اكتسبها من جراء تعلقه بشيخه الروحي " الشيخ سيدي الحاج محمد " شيخ زاوية العين السخونة من جهة ومن جهة أخرى صداقته و احتكاكه بمناضل حزب الشعب المجاهد "سرباح الحاج علي القبائلي " القاطن آنذاك بقرية سيدي احمد و لاية سعيدة
رافضا لأنواع الذل و الهوان مؤمنا بمبدأ
"إذا الشعب يوما أراد الحياة *** فلا بد أن يستجيب القدر"
كان كذلك الشهيد حميدي بولنوار ابن بوحفص بن احمد بن محمد و موساوي ربيحة بنت الجيلالي، المولود عام 1926 بفرقة أولاد راضية عرش لقراريج، بمدينة البيض. ينحدر من عائلة لم
تبخل و لم تدخر أي جهد من أجل نيل الحرية، فعلى غرار عائلات قبائل المنطقة شارك أسلافه في الثورات التي قادها الشيخ بوعمامة.
جند الشهيد حميدي بولنوار يصفوف الجيش الفرنسي في 29 مارس 1947، ثم حول إلى الهند الصينية و مكث هناك يحارب حيث شارك في معركة " ديان بيان هو " الشهيرة ، فنال رتبة
« MARECHAL DES LOGIS»
من طرف السلطة العسكرية الفرنسية و كان تحصله على هذه الرتبة في 02 فبراير 1954، إلى أن حول إلى الجزائر معية رفقاء جزائريين تحت اللواء الفرنسي و بالضبط إلى إحدى الثكنات ببرج بوعريريج إلى غاية يوم 19 فبراير 1957.
وببرج بوعريج وبالثكنة العسكرية قام مع بعض الرفقاء بتدبير عملية تهريبه قطع أسلحة وذخيرة لتسلم إلى جيش التحرير الوطني وعمل على مساعدة رفاقه على الفرار و تمت العملية بنجاح، وبقي مع مجموعة أخرى ماكثا بالثكنة بنية التدبير لعملية أخرى إلا أن قادة الثكنة تفطنوا لغياب بعض المجندين ثم تأكدوا لاحقا من فرارهم ومن عملية التهريب.
القي عليه القبض داخل الثكنة بزيه العسكري الفرنسي متهما بخيانة فرنسا إلى أن قدم إلى المحكمة العسكرية الفرنسية فكان جوابه لقضاتها كالتالي: «سيادة القاضي كنت أظن أن لا أحد يشك في اخلاصي لقيادتي الفرنسية، والذين قاموا بعملية التهريب فروا من الصفوف ولا علاقة لي بهم، أما أنا إن لم أكن وفيا لفرنسا فكنت اتخذت سبيلهم، فلا علم لي بهذه الجريمة، وأترجاكم سيدي القاضي أن تحولوني من هذه الثكنة حفاظا على شخصي لاني كنت مهددا من المجموعة التي فرت وكلهم كانوا لا يحترمونني وأترجاكم أن تساعدوني ليتم تحويلي لإحدى ثكنات البيض حينها سأبين لكم عن مدى إخلاصي لفرنسا كوني أعرف المنطقة لانها مسقط رأسي واعرفه اهاليها جيدا.
تمت موافقة المحكمة العسكرية على تحويله الى ثكنة البيض ، وموازاة مع هذه الموافقة تحصل على امر تحويل من قيادة جيش التحرير بمنطقة برج بوعريريج، وفور وصوله الى مدينة البيض اتصل باحد اقاربة المجاهد المرحوم طاهري اعمر ولد الميلود الذي نسق له الالتقاء مع الشهيد محبوبي الحاج عامر هذا الأخير الذي تكفل بضمه الى احد مراكز جيش التحرير بضواحي البيض.
شارك في الكثير من معارك منطقة البيض ثم انتقل الى نواحي بشار العين الصفراء حيث قاد احد الفيالق في معركة مزي الشهيرة 6 و 7 و8 ماي 1960 بالولاية الخامسة المنطقة الثامنة، حيث ألقي عليه القبض في هذه معركة وسجن بمدينة سعيدة ثم طبقت عليه الإقامة الجبرية، الى ان حول ثانية الى مدينة البيض ليلتحق بثكنة المستعمر الا أنه استطاع الفرار والتحق مجددا بصفوف جيش التحرير ومكث مجاهدا بمنطقة البيض الى ان ارتقى شهيدا في ميدان الشرف يوم 18 جانفي 1962 برفقة الشهداء يوسفي محمد (عبد العزيز)، يوسفي علي، سحنون اعمر، النور جلول، سالمي عبد المالك، الصادق احمد و تم أسر كل من بوعافية عبد القادر ومالكي (جريح...).
🇩🇿🇩🇿🇩🇿المجد والخلود للشهداء الابرار 🇩🇿🇩🇿🇩🇿
تعليقات
إرسال تعليق