الشهيد: دراع محمد الصادق
ولد الشهيد دراع محمد الصادق بتاريخ: 27 جانفي 1932، إبن بشير وقوراس نخلة، تربي وسط عائلة ميسورة الحال، حصل بتفوق على شهادة التعليم الإبتدائي سنة 1945 كما أثبت تفوقه مرة أخرى بحصوله على المرتبة الأولى من التعليم الإعدادي إلا أن مدير ثانوية "COLLG" ببجاية منعه من الإلتحاق بالمؤسسة بناء على معلومات صادرة عن الشرطة الفرنسية لمدينة جيجل، وهو نفس المصير الذي واجهه عند إجراء الإمتحانات الشفهية للالتحاق بمدرسة تكوين المعلمين بقسنطينة ثم بوهران سنة 1952، هذه العراقيل كشفت أمام الشهيد حقيقة المستعمر وسياسة التمييز التي ينتهجها ورسخت في ذهنه أن الجزائريين مهما كان تفوقهم ومهما كانت مواهبهم سيظلون تابعين لنظام إستعماري يكرس التمييز والحقد... من هنا فكر الشهيد في إيجاد عمل يقتات منه وهو ماتحقق له حيث أصبح يعمل محاسبا عند أحد التجار المسلمين بمدينة جيجل.
بعد اندلاع ثورة التحرير الوطني، إلتحق الشهيد بهياكل المنظمة
المدنية لجبهة التحرير الوطني في العاشر من شهر أوت سنة 1955 بفضل الشهيد "بومعزة" المدعو "قوقو" وهو مناضل قديم في صفوف حركة إنتصار الحريات الديمقراطية "MTLD". عين الشهيد كمسؤول مركز إستقطب العديد من الطلاب المضربين عن الدراسة تحت راية الإلحاد العام للعمال الجزائريين. كما قام أيضا بتكوين خلايا نسوية بمساعدة مجاهدتين إلتحقت واحدة منهما فيما بعد بصفوف جيش التحرير الوطني..
تفطنت قوات العدو لتحركات الشهيد إلا أنه تمكن من الهرب والإلتحاق بجيش التحرير الوطني قبل القبض عليه، وانتقاما منه قام العدو بسجن والده وتسليط جميع أنواع العذاب عليه.
عين الشهيد أمينا عاما بالقسمة الرابعة، الناحية الثانية، المنطقة الأولى، الولاية الثانية التاريخية ، وفي غضون سنة 1958 عين مسؤولا للاتصالات والأخبار بالقسمة الأولى، ليعين سنة 1960 على رأس نفس القسمة وكان الشهيد يعرف حينها باسم "محمد الجيجلي".
خاض عدة عمليات عسكرية أثبت من خلالها شجاعته وقدرته الخارقة على التنظيم وكان بفضل مهارته القتالية قد واجه بقوة خطة العدو التي تندرج ضمن سياق خطة "شال" المعروفة.
تعرض الشهيد في إحدى الإشتباكات الطاحنة إلى جروح نقل على إثرها إلى مركز العلاج التابع لجيش التحرير الكائن بدوار بني عافر بالناحية الثانية وبعد تماثله للشفاء عاد مجددا إلى مواصلة نشاطه إلى أن ارتقى شهيدا في ميدان الشرف بمشتى "غرب الشعب" بدوار الدويسة بلدية فرجيوة بتاريخ 16 أفريل 1961 إثر كمين نصبه له العدو.
تكريما له و تخليدا لذكراه سميت باسمه ثانوية وسط مدينة جيجل
رحم الله الشهيد وأسكنه فسيح جنانه
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار



تعليقات
إرسال تعليق