الشهيد: شطايبي عمار
ولد الشهيد : عمار شطايبي سنة 1924 ببلدية عين احسانية ولاية قالمة ابن بلقاسم و حمدية فاطمة، عاش طفولته بيت أحضان أسرة عريقة كانت مقيمة في منطقة بدوي بمنحدرات وادي الزناتي غرب مدينة قالمة و لها مساحات واسعة من الأراضي الخصبة المخصصة للمزروعات الفلاحية و تربية الثروة الحيوانية
زاول تعليمه الابتدائي في مدرسة حرة حيث بذل جهدا كبيرا في حفظ القرآن الكريم و مبادئ العلوم العربية مما أهله للدخول إلى مدرسة التهذيب ثم انتقل إلى الطور الثانوي بمدرسة الكتانية في مدينة قسنطينة تحت اشراف مسؤولي جمعية العلماء الجزائريين أين حصل على مستوى عالي في العلوم العربية وواصل الدراسة في جامعة الزيتونة في تونس و بعد حصوله على شهادة التأهيل في شعبة الآداب عاد إلى نسقط رأسه و عمل في سلك التعليم بولاية قالمة.
أثناء مرحلة شبابه ناضل الشهيد في حزب الشعب الجزائري و ظل تحت مراقبة العدو لأن حزبه كان محظورا منذ بداية الحرب العالمية الثانية و بالرغم من ذلك فإن الشهيد عمار شطايبي لعب دورا هاما في ميدان توعية المواطنين و تزويدهم بالمفاهيم الثورية و ساهم في إعداد و تنظيم المظاهرات السلمية 08 ماي 1945 و التي أودت بحياة آلاف المواطنين الأبرياء إضافة إلى عشرات الجرحى و الأسرى الذين رفعوا العلم الوطني أثناء المظاهرات مطالبين بحقوقهم المشروعة التي وعدت بها فرنسا نفسها قبل نهاية الحرب العالمية الثانية و بقي الشهيد عمار شطايبي مناظلا في حركة الانتصار للحريات الديمقراطية المكملة لحزب الشعب الجزائري و شارك في ملتقيات سرية ضمت عددا من مناضلي الحركة الوطنية في مواقع خفية و بعيدة عن أنظار العدو و هذا لمناقشة المتطلبات السياسية لأفكار ثورية مناهضة لقوات الاحتلال الفرنسي و بهذه المساهمة النضالية تمكن الشهيد من الحصول على إرادة قوية واعية و أفكار ثورية رائدة و أثناء هذه العهدة الاستعمارية التي كانت مشحونة بالتورات العصبية و الاختلافات السياسية.
تهيكل الشهيد في عدة منظمات وطنية منها/ منظمة الكشافة الإسلامية الجزائرية و منظمة الاتحاد العام للطلبة الجزائريين و في يوم 05 ماي 1956 ساهم الشهيد في تنظيم اضراب عام في قطاع التعليم و ذلك بمشاركة عدد كبير من طلاب الثانوية الجزائرية الذين غادرو مقاعد الدراسة و التحقوا بصفوف الثورة استجابة لنداء جبهة التحرير الوطني و كان من بينهم الشهيد عمار شطايبي الذي تجند في وحدات جيش التحرير في ناحية قالمة و بمعية مجموعة من المجاهدين شارك في عدة عمليات قتالية استهدفت مواقع معسكرات العدو التي كبدتها خسائر فادحة في الأرواح و المعدات و دمرت المنشآت الاقتصادية و خربت مصالح المعمرين و في هذا الميدان تولى الشهيد عدة مسؤوليات سياسية و عسكرية على مستوى النواحي و المناطق الثورية بالولاية التاريخية الثانية حيث كان عضوا في قيادة المنطقة الأولى ثم تحول إلى المنطقة الثالثة و في الأخير استقر بالمنطقة الرابعة الواقعة غرب مدينة عنابة مكلفا بالاتصالات و الأخبار في هذه المنطقة التي كانت إدارتها متنقلة بين قمم جبال إيدور و في 05 فيفري 1962شارك الشهيد في آخر مواجهة ثورية له و التي دارت بين مجموعة من المجاهدين بقيادة الشهيد عمار شطايبي و قوات العدو المتفوقة عدد و عدة و ذلك جبل عين الرحانة قرب دوار عين بربر ببلدية سرايدي ولاية عنابة و على اثر هذه المواجهة نال شرف الشهادة في ميدان القتال و ترك بصماته الوطنية راسخة في أذهان الجماهير الشعبية.
تعليقات
إرسال تعليق