الشهيد:  عبد الحميد بورزق

ضابط جيش التحرير الوطني      عبد الحميد بورزق.

في قلب جبل المعاضيد، المشرف على مدينة المسيلة، الذي يحتضن القلعة (عاصمة بني حماد) و الحصن الطبيعي الذي احتمى به العديد من الثائرين في فترات عديدة من تاريخها القريب والبعيد، ولد الشهيد عبد الحميد في عائلة بورزق، بيت العلم و الدين، في يوم 1930/11/19- و العدو يحتفل بالذكرى المئوية الاحتلال الجزائر .

نشأ في بيت والديه الكريمين، حيث ترقي على حب الدين و القرآن و الوطن، كما حفظ القرآن الكريم في بيت والديه، و عمره أربعة عشرة سنة، على عادة أهل البيوت الكبيرة في ذلك الحين، ثم تتلمذ على يد عمه الشيخ الولهي بورزق، حيث أخذ مبادىء اللغة العربية نحوها و صرفها، و مبادىء الفقه ما بين سنتي، 1944 و 1946، و ما ان انتهت الحرب العالمية الثانية، و استقرت الاوضاع، حتى ارتأى والده، و هو الشيخ الوقور، المحافظ على تراث العائلة العلمي، أن يرسل ابنه الاثير لديه لمواصلة الدراسة في جامع الزيتونة، بعد أن تحصل على زاد يؤهله لمتابعة الدراسة فيه، فانتقل اليه سنة 1947، حيث درس و نال شهادة الاهلية ثم درس سنتين اخريين.

ونظرا لاعتماده المبكر على نفسه، لم يشأ أن يعتمد على عائلته في المصروف اللازم لدراسته، فقد كان الشهيد يذهب الى فرنسا للعمل خلال عطلة الصيف، و ادخار المبلغ الضئيل الذي كان يحصل عليه لقاء العمل،ليصرفه على نفسه خلال السنة الدراسية الموالية، و لاسباب غير معلومة انقطع عن الدراسة، سنة 1953.

و قد كان في دراسته مثال الجد و الاجتهاد و النشاط، حيث كان يشارك زملاءه من الجزائريين و التونسيين ما يقومون به من نشاط ثقافي و وطنی فياض، و خاصة أثناء الاضراب الذي قام به الطلبة الزيتونيون، و لم يتوان الشهيد عن العمل لتحقيق هذه المطالب تضامنا مع الاخوة التونسيين.

و كان أثناء هذه الفترة قد انخرط في الحركة الوطنية، و أخذ يعمل ضمن خلايا الطلبة، التي كانت تضم مجموعة طيبة من الطلبة في تونس، و لعل ذهابه إلى فرنسا للعمل، انما يدخل ضمن نشاطه الوطني، و قد كان هذا النشاط أيضا يمتد إلى أرض الوطن فيشارك في نشاط خلية برج الغدير لحركة الانتصار، و قد أدى به هذا النشاط الى رفضه الخدمة العسكرية الاجبارية، خاصة بعد انقطاعه عن الدراسة، و تفرغه تقريبا للنشاط الوطني بمعية رفاقه في النضال الشهداء عمار بلالطة، محمود خبابة، و بوسام المنور، و غيرهم، و يتمثل هذا النشاط في ربط اتصالات الخلايا، و التنظيمات، و التعرف على الناحية، و دراستها عن كثب، مع تحديد الاماكن الاستراتيجية بها.

و بعد اندلاع الثورة في نوفمبر 1954، ظل يمارس نشاطه هذا، و لما حل حركة الانتصار، و القاء القبض على مناضليها، اختفى الشهيد عن الانظار، و التجأ إلى بريكة تارة، و حامة بوطالب تارة أخرى .

و في فيفري 1956 تجند الشهيد في صفوف جيش التحرير الوطني، بناحية سطيف (الناحية 3 منطقة 1 ولاية ((1)) )، حيث أسندت اليه عدة مسؤوليات،  مسؤولية القسم الثالث بالناحية الثالثة، ثم قائد كتيبة، ثم مسؤول عسكري للناحية الثالثة المنطقة الاولى الولاية الاولى.

 ما يزال رفاقه الذين على قيد الحياة يذكرون العمليات التي قام بها الشهيد بالاعجاب و التقدير بالأخص الهجوم الذي قاده الشهيد على المركز العسكري بمزرعة بارال قرب مزلوق، و الذي كانت نتيجته القضاء على جنود العدو بالمركز المذكور، و تحطيم آلياتهم و غنم عدة قطع من الأسلحة، من بينها رشاش تقبل عيار 30، وقتل المعمر و بعض أفراد أسرته، نظرا لما ارتكبه هذا المعمر من جرائم بحق المواطنين في حوادث 8 ماي 1945.

كان يتحلى بالحزم و الجد، جم التواضع، شفوقا على الشعب، حنونا على جنوده، يتعهدهم بالتوجيه و التوعية، و يسهر على تدريبهم كلما واتته الفرصة، يحدثهم عن تاريخهم المجيد، و بث فيهم النخوة الوطنية، بشوشا مبتسما دائما.

 في أواخر سنة 1958، عين مسؤولا عسكريا للناحية -2- (عين التوتة - منطقة 1 ولاية 1)، التي خاض بها عدة معارك و عمليات فدائية جريئة، أهمها هي التي كانت تنصب للقطارات الحاملة للبترول، ثم قائدا للناحية المذكورة بالنيابة إلى أن استشهاد في أفريل سنة 1959 بالاوراس .

أهم العمليات التي قام بها:

- الهجوم على المركز العسكري بضيعة بازال بمزلوق (سطيف) يعاونه في ذلك كوماندو مكون من الاخوة: محمد الشريف بوسام، عبد الله عبد السلام، العيد عيواج، عمر بحار كلهم شهداء، و ذلك في ربيع 1957.

- اخراج فوج الاطفاليين (الحماية المدنية) من سطيف و أخذ الاسلحة و الامتعة التي كانت بمركزهم و تحطيم الباقي و خرج معه العمري بن روله (حي) و محمد قنیقی شهید.

- الهجوم على المركز العسكري بيرج الغدير، حيث قتل عدد من جنود العدو و الاستيلاء على على عدد من قطع الاسلحة.

التخطيط ثم الهجوم على مركز الحركى الكائن بالقرارسة قرب عين ولمان و قتل أكثر من 25 حركيا، و الاستيلاء على أسلحتهم و عتادهم. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشهيدك أحمد بن دريميع -أحمد لمطروش-

الشهيد: مصطفى بن بولعيد

الشهيد عيدوني احمد