الشهيد: داودي سليمان - حملاوي-
#الشهيد : داودي سليمان ( حملاوي).
لقب بالرجل الزئبق. لا تزال أزقة قسنطينة الضيقة، وهو ابن الحي الشعبي ''عوينة الفول''، تشهد له بالحنكة والدهاء في ضرب ''الجندرمة'' الفرنسية في عمليات فدائية استباحت عظمتها. عاش متمردا لأجل الوطن، ومات بطلا. وقد أجمع كل من عرفوه ورافقوه، إبان سنين الجمر، على أنه حلقة مهمة من تاريخ الفداء ضُيّعت وشابها النسيان. وهي المسؤولية الجماعية اتجاه الذاكرة الوطنية، التي تحتم نفض الغبار والغوص في شخصية مخطّط الهجمات الدقيقة بقلب مدينة سيرتا القديمة، الشهيد داودي سليمان الشهير بـ''حملاوي''.
وُلد داودي سليمان بتاريخ 27 مارس 1934 بمدينة قسنطينة، ابن الساسي وقروي عقيلة، ينتمي إلى أسرة تتكوّن من ستة أفراد، خمسة ذكور وبنت، حملاوي أكبرهم ابن عوينة الفول حفظ هناك ما تيسّر له من القرآن الكريم في الكتّاب. وأُجبر، وهو لم يتعدى سنّ العاشرة، على البحث عن عمل ليساهم في إعالة عائلته الفقيرة التي كانت تمرّ بظروف معيشية صعبة، حيث كان يبيع الخضر مع والده، وأحيانا تذاكر السينما بمنطقة باردو. انضم إلى جبهة التحرير الوطني أواخر سنة 1955، ليلتحق بصفوف جيش التحرير سنة 1957، بعد اكتشاف أمره.
آثار تبادل إطلاق النار لا تزال محفورة بموقع استشهاده
البطل الذي لا يُعرف منه إلا اسمه، مكان استشهاده، الذي تحدّده لوحة تخليدية بـ''لارو-كاورو'' شارع حملاوي حاليا، ذُكر فيها اسم الشهيدة ''مريم بوعتورة''، التي سقطت مع ''سي حملاوي'' شهيدة، وأُسر عضوان من المنطقة الخامسة لم يُذكرا بالاسم، وهما البشير بوالرغود ومحمد كشود. وهذا بعد معركة دارت رحاها لمدّة 4 ساعات بتاريخ 8 جوان 1960، انطلقت في حدود الساعة الثالثة والنصف مساءً، إثـر معلومة وصلت للمخبرين الفرنسيين تؤكّد تمركز مجموعة من الفدائيين من بينهم #الشهيدة : مريم بوعتورة يترأّسهم حملاوي، بالطابق الأول لبناية بذات المنطقة المتواجدة بوسط المدينة، يقطنها المجاهد محمد الصالح تواتي، حيث إن هذه الأخيرة لا تزال تحافظ على طبيعتها الأولى، مع آثار تبادل إطلاق الرصاص المحفورة على المحلّ وأسفل شرفة الشقة، حيث تحدّث بعض السكان، الذين توارثوا القصة كما رُويت من قِبل آبائهم، عن أعنف معركة وقعت بقسنطينة تمّ فيها استعمال أسلحة وعتاد بشري قوي يكفي لإسقاط جيش.
الفرنسيس لقّبوه بالزئبق لاختفائه السريع وكثـرة تحرّكاته.
تعليقات
إرسال تعليق