الشهيد: بورقبة
العيفة
بورقبة
العيفة (الشيخ العيفة)
ولد الشهيد
بورقبة العيفة المدعو الشيخ العيفة عام 1928م ببلدية عين الروى ولاية سطيف، أبوه
السعيد وأمه بوغابة الصغيرة، نشأ وسط أسرة ميسورة الحال، ولما بلغ الدراسة انتسب
إلى أحد كتاتيب القرية لحفظ القرآن، وحفظ جزء منه وبعدها انتقل إلى إحدى الزوايا
المجاورة وتلقى بها مبادئ علوم الدين كالأصول والحديث على يد مشايخها، كما تلقى
أصول الوطنية الصادقة ووسع مداركه العلمية مما جعله يعي الواقع المزري للشعب
الجزائري الذي سببه ظلم وجور المستعمر.
تربى الشهيد
بورقبة العيفة يتيما حيث كفله خاله المدعو لخضر بن السعيد بالرعاية والتربية حتى
أن اشتد ساعده، وأصبح يعتمد على نفسه، فنمت معه روح الشجاعة والتفاني في أداء
الواجب
يعد الشيخ
العيفة نموذجا للتفكير العبقري والسلوك الرجولي ونموذجا أيضا عن الرجال الذين شقوا
للجزائر طريقا نحو الحرية، وقد دعي بالشيخ لعلمه ورزانته وحكمته، حيث أن الشهيد
وكما يقول أحد رفقائه المجاهد موسى قسالي كان مثالا في الرزانة والحكمة والمشورة،
حيث أنه لا يقدم على اتخاذ القرار إلا بعد استشارة رفقائه في الكفاح ولهذه العوامل
حق فيه اسم "الشيخ"
يعد الشهيد
بورقبة العيفة من الأوائل الذين لبوا نداء الثورة، حيث التحق بصفوفها بداية سنة
1955، قام هو ورفيقا له يدعى بلقاسم سماتي كنداوي بتكوين الأفواج الأولى للمسبلين
في القرى والمداشر، كما كلف بتأسيس القواعد المادية والمعنوية للثورة، اشترك مع
الشهيد علام منصور في تأسيس خلايا الثورة بالناحية، وبعد الانتهاء من الإعداد
المادي والتنظيمي خاض أول معركة له، والتي تعتبر بمثابة تجربة حيث قام بناحية صرام
بتدمير وحرق عدة تجهيزات للعدو كأعمدة الهاتف والكهرباء، وتدمير البنى التحتية
كنسف الجسور وحرق مزارع المعمرين، ونتيجة لهذه العمليات التحق عدد كبير من الشباب
بصفوف المجاهدين بعد تخلصهم من عقدة الخوف متأثرين بشجاعة الشيخ العيفة، وعلى إثر
ذلك أطلق على هذه المنطقة القسمة الرابعة للولاية الثالثة، أسندت قيادتها للشيخ
العيفة الذي عمل على تكوين فرقة للكوموندوس تتكون من إحدى عشرة مجاهدا، خاض بهم
هجومين ضد كل من المعمرين بارال وسانت ارنو، حيث قتلهما وأنزل الخراب بضيعتيهما.
وفي سنة
1957م هاجم الشيخ العيفة ورفاقه دورية عسكرية بثنية الطين وتمكن من أن يلحق بها شر
هزيمة في العتاد والأرواح، كما حصل على كمية هامة من الأسلحة.
وفي سنة
1959م أصبح الكوموندوس الذي سبق ذكره يتكون من فصيلتين مسلحتين وتملكان القدر
الكافي من التدريب وخوض المعارك، كما تحولت المنطقة من قسمة إلى ناحية تضم أربعة
قسمات كلها تحت قيادة الشيخ العيفة.
قام الشهيد بورقبة العيفة بتنفيذ عدة عمليات نذكر
منها:
- الهجوم
على مخازن الأسلحة المتواجدة بمنطقة السفيهة.
- الهجوم
على مركز طانجة حيث يوجد مكتب لاصاص.
- الهجوم
على مركز أوريسيا سنة 1960.
- الهجوم
على مركز الحمامة بعين الروى سنة 1960م حيث تم القضاء على أكثر من 300 عسكري، وغنم
أربع أجهزة اتصال، كما خطط وقاد عدة معارك أخرى.
بما أن اعمال
الشهيد الشيخ العيفة حطمت مخططات الاستعمار الفرنسي فإنه كان ومنذ أن أصبحت ناحية
سطيف إحدى قلاع الثورة محل بحث دائم من قبل السلطات الفرنسية، وكان في كل مرة
ينتصر عليها بالدهاء والذكاء، وللبحث عنه وتوقيفه قامت قوات العدو بإغراء الناس
بالأموال الطائلة في سبيل حصولها على معلومات تمكنها من تحقيق غايتها، ولكن الشيخ
العيفة ذكي دوما، حيث كان كثير الحركة ولا يبق في مكان واحد، وبالنظر إلى كثرة
التحركات التي غدت تميز ناحية سطيف فإن السلطات الفرنسية وبغية القضاء على الشيخ
العيفة والقادة الآخرين للثورة بالمنطقة، لجأت في بداية عام 1961م إلى إنشاء خلية
خاصة مهمتها متابعة تحركات قادة الثورة.
استشهد الشيخ العيفة مع فرقته المتكونة من 13 فردا من الكومندوس يوم
27 أفريل 1961م بمركز فرماتو بالمدخل الشمالي لمدينة سطيف - الحي الذي اصبح يحمل
اسمه حاليا-، بعد ان حاصرته قوات العدو من المناطق المرتفعة المحيطة بالمركز، ومع
طلوع فجر ذلك هاجمته بأعداد كبيرة و
بنيران كثيفة أصيب خلالها الشهيد بجروح بليغة، وبعد اجتياح قوات العدو للمركز قام ضابط برتبة ملازم أول بإعدامه رميا
بالرصاص بعدما وجده يلفظ أنفاسه.
تعليقات
إرسال تعليق