الشهيد: معاش علي


الشهداء يعودون

الشهيد: معاش علي


 معاش علي بن علي بن إبراهيم من مواليد سنة 1930 بدوار يابوس وهو الأخ الأصغر للمجاهد عمار معاش (المارشينوار)، سمي علي نسبة لأبيه الذي توفي وهو في بطن أمه، و أمه مزوزي فاطمة توفيت بعد سنوات قليلة من ميلاده، عاش يتيما و تربى وسط إخوته؛ بدأ ممارسة الفلاحة مع أخيه الأكبر الشهيد محمد أحواس معاش؛ بدأ يتشكل لديه الوعي السياسي خاصة و أن إخوته أعضاء في المنظمة السرية بعدها إنضم إلى الخلية السرية في يابوس و كان أخوه عمار معاش يعتمد عليه في الكثير من المهام مثل إخفاء السلاح و حراسته من أعين العدو الفرنسي في فترة غيابه الذي كان يحضر لإندلاع الثورة، و عند إكتشاف المنظمة السرية سنة 1950 و فرار العديد من مناضليها إلى الأوراس مثل زيغود يوسف ، رابح بيطاط ، لخضر بن طوبال ، محمد بوضياف ، عمار بن عودة ...إلخ كان المناضلون تارة عند مصطفى بن بولعيد و تارة عند عمار معاش ، هنا دور علي معاش هو مساعدة أخيه في إيواء المناضلين و إخفائهم عن أعين الإستعمار حيث إندهش هؤلاء المناضلون من كرم أهل هذه المنطقة و حسن إستقبالهم لمدة عام (خاصة رابح بيطاط ضل مدة 6 أشهر) 

_عند إقتراب موعد إندلاع الثورة حدثت عدة إجتماعات تنظيمية في يابوس و هذا إستعدادا لتفجير الثورة 

في ليلة أول نوفمبر كان علي معاش ضمن الفوج الذي يقوده الشهيد المسعود معاش (حوالي 22 مجاهد) متوجهون لخنشلة بغرض مساعدة عباس لغرور في تفجير الثورة .

بعدها عاد إلى شليا و خاض عدة معارك منها 

✅_ معركة خنقة معاش الأولى 4 نوفمبر 1954 

✅_معركة لحليق 5 نوفمبر 1954 و هي أول معركة من نوعها التي تواجه فيها المجاهدون و قوات العدو وجها لوجه تكبد فيها العدو خسائر باهضة 

✅_ معركة جبل خالد الأولى 15 نوفمبر 1954 : من جهة المجاهدين كان عددهم حوالي 70 و قد مني العدو بشر الهزيمة إذ بلغت خسائره 60 قتيلا و مثل ذلك من الجرحى.

 و في الإجتماع التقييمي الذي ترأسه الشهيد مصطفى بن بولعيد و بعد إطلاعه على كل العمليات الأولى عبر كامل تراب الأوراس تبين أن الثورة سارت نحو الطريق المجسد لها و تقرر في هذا الإجتماع توسيع رقعة الثورة و لكي لا يتم الحصار على المناطق المفجرة للثورة ؛ أشرف عمار معاش على تشكيل ثلاث أفواج و إرسالهم إلى عدة مناطق (و هذه الأفواج كانت تسمى بأفواج الفتوحات) ، كلف أخيه علي معاش بالذهاب إلى كيمل (نواحي باتنة) و خاض هناك عدة معارك و كمائن 

_حادثة بطولية للشهيد علي معاش : 

في يوم من الأيام كانت دورية للإستعمار قد نصبت كمينا للمجاهدين بالقرب من منطقة بوجوراف حيث كان عدد المجاهدين يتراوح بين ( 15 إلى 20 ) تحت قيادة الحاج لخضر عبيد (قائد الولاية الأولى) و من ضمنها كان المجاهد علي معاش يحمل مسدس رشاش، كان العدو قد حاصر المجاهدين و كانوا ينتظرون مصيرهم، ليقوم علي معاش بنضرة شاملة على مراكز تموقع جنود العدو و رجع إلى الحاج لخضر و هو يناديه بصوت مرتفع قائلا له بالشاوية : (أرواح ألحاج أكنعثغ مشها أنسرحغ ) ( أرواح أ الحاج تشوف كيفاش نسرحهم ) (بالدارجة يحاوزهم) إقترب علي معاش من جنود العدو متخذا موقعا لحماية نفسه و بدأ يوجه لهم ضربات قوية بمسدسه الرشاش و يسقطهم واحدا تلوى الأخر أو كما يقول الحاج لخضر طيحهم واحد وراء واحد فتراجع جنود العدو من قوة ضربات علي معاش و فك الحصار الذي كان سيؤدي إلى موت أصدقائه و بقي المجاهدون الذين كانوا حاضرون في الحادثة مندهشون من قوة ضربات علي معاش للعدو لتبقى حكاية تظهر شجاعة البطل 

_ إستشهاد علي معاش بكيمل بعد وشاية به من أحد أعوان الإستعمار : 

كانت أخر معركة ما الشهيد هي معركة أجنين بكيمل في شهر ماي سنة 1955، شارك فيها علي معاش و أخوه عمار معاش بالإضافة إلى فوج من يابوس كان قد أبلى فيها المجاهدون بلاءا حسنا بالرغم من ظروف المعركة (تساقط الثلوج )، بعد إنتهاء معركة أجنين مباشرة تفرق المجاهدون كل واحد ذهب إلى مكان للراحة ، أما علي معاش و رفيقه توجه إلى منزل مهجور بين (عرش بني بوسليمان و عرش الشرفاء ) حيث رأه أحد أعوان الإستعمار في المنطقة و هو داخل للمنزل ، سريعا ما ذهب إلى جنود العدو الذين كانو في ميدان المعركة و أخبرهم بوجود مجاهدين في منزل مهجور و هم أيضا جاؤوا مسرعين إقتربوا من المنزل و صوبوا الرصاص نحوه ليستشهد مباشرة رفيقه أما علي معاش فهرب من النافذة لكنه مصاب بجروح بليغة و كما قلت سابقا كان الثلج مفرشا الأرض و الدماء تسقط من علي إلى أن لجأ إلى كهف إختبأ فيه لكن لا توجد هناك إسعافات حيث لحق به المجاهدون (تتبعوا أثار الدم ) و على رأسهم مصطفى عايسي فوجدوه قد إستشهد بعد نزيف حاد جراء الرصاصة التي أصابته ؛ إستشهد و هو في سن 24 

🇩🇿🇩🇿🇩🇿المجد الخلود للشهداء الابرار 🇵🇸🇵🇸🇵🇸



 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشهيدك أحمد بن دريميع -أحمد لمطروش-

الشهيد: مصطفى بن بولعيد

الشهيد: بوغرارة السعودي